اللَّهمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الموت هو قدر محتوم على جميع البشر، ولا مفر منه، ولكن المؤمن الحق لا يخشى الموت، بل ينتظره بشوق ولهفة، لأنه يعلم أنه سيؤول إلى لقاء ربه الكريم الرحيم.
وفي هذه المقالة، سنتحدث بإذن الله تعالى عن دعاء “اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ”، الذي يُقرأ عند زيارة القبور، مستعرضين فضله وثوابه، وكيفية الدعاء به، وكيفية زيارة القبور.
فضائل وأهمية زيارة القبور
1. زيارة القبور تُذَكِّر بزيارة الآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة”.
2. زيارة القبور تُحَفِّز على الدعاء للميت: فعند زيارة القبور، يستحب الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال، سواء كان مريضاً أو متوفياً، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}.
3. زيارة القبور تُعَلِّم الزهد في الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تُزهد في الدنيا، وتُذكّر بالآخرة”.
فضل ودعاء “اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ”
1. فضل دعاء “اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ”: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم، فقال عنده: اللَّهُمَّ اغفر له وارحمه، وجدده عليه رحمتك، وعوضه منزلاً خيراً من منزله، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وعملاً خيراً من عمله، وأدخله الجنة، ونجه من عذاب القبر وعذاب النار، إلا غفر له”.
2. كيف يُستحب أن تُقال عبارة “اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ”؟ تُقال عبارة “اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِ رَحْمَاتِكَ” عند زيارة القبور، يستحب أن تقولها بالصوت الجهري حتى يسمعها الميت، وأن تدعو للميت بالرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال، سواء كان مريضاً أو متوفياً.
3. كيفية زيارة القبور: عند زيارة القبور، يستحب أن تسلم على أهل القبور وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأن تقرأ عليهم القرآن الكريم، وأن تدعو لهم بالدعاء المأثور، وأن تتذكر الموت وتستعد له.
الآداب العامة لزيارة القبور
1. آداب زيارة القبور العامة: عند زيارة القبور، يستحب أن تتحلى بالآداب العامة، مثل: أن تكون على وضوء، وأن تكون متطهرًا، وأن تكون لائقًا في ملابسك، وأن تكون مهذبًا في كلامك وأفعالك، وأن تحترم حرمة الموتى.
2. آداب زيارة القبور الخاصة: إذا كنت تزور قبر شخص عزيز عليك، مثل والدك أو والدتك، أو زوجك أو زوجتك، أو ابنك أو ابنتك، فيستحب أن تتلى القرآن الكريم على قبره، وأن تدعو له بالرحمة والمغفرة، وأن تتصدق عنه، وأن تزور قبره باستمرار.
3. آداب زيارة المقابر الجماعية: إذا كنت تزور مقبرة جماعية، مثل مقبرة شهداء معركة ما، أو مقبرة ضحايا كارثة طبيعية ما، فيستحب أن تدعو لهم جميعًا بالرحمة والمغفرة، وأن تتصدق عنهم، وأن تزور مقبرتهم باستمرار.
كيف ندعو للميت؟
1. كيف ندعو للميت إذا كان مريضاً؟ إذا كان الميت مريضاً، فيستحب أن ندعو له بالشفاء العاجل، وأن ندعو له بالرحمة والمغفرة، وأن ندعو له بالصبر والسلوان.
2. كيف ندعو للميت إذا كان متوفياً؟ إذا كان الميت متوفياً، فيستحب أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، وأن ندعو له بالثبات عند السؤال، وأن ندعو له بأن يدخله الله الجنة ويُنجيه من عذاب القبر وعذاب النار.
3. كيف ندعو للميت إذا لم نعرف حاله؟ إذا لم نعرف حال الميت، سواء كان مريضاً أو متوفياً، فيستحب أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، وأن ندعو له بالثبات عند السؤال، وأن ندعو له بأن يدخله الله الجنة ويُنجيه من عذاب القبر وعذاب النار.
فوائد زيارة القبور
1. زيارة القبور تُطَهِّر القلوب من الغِلِّ والحقد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم، فقال عنده: اللَّهُمَّ اغفر له وارحمه، وجدده عليه رحمتك، وعوضه منزلاً خيراً من منزله، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وعملاً خيراً من عمله، وأدخله الجنة، ونجه من عذاب القبر وعذاب النار، إلا غفر له”.
2. زيارة القبور تُذَكِّر بفضل الموتى على الأحياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم، فقال عنده: اللَّهُمَّ اغفر له وارحمه، وجدده عليه رحمتك، وعوضه منزلاً خيراً من منزله، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وعملاً خيراً من عمله، وأدخله الجنة، ونجه من عذاب القبر وعذاب النار، إلا غفر له”.
3. زيارة القبور تُحَفِّز على عمل الخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم، فقال عنده: اللَّهُمَّ اغفر له وارحمه، وجدده عليه رحمتك، وعوضه منزلاً خيراً من منزله، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وعملاً خيراً من عمله، وأدخله الجنة، ونجه من عذاب القبر وعذاب النار، إلا غفر له”.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين، وأن يتقبلهم في الفردوس الأعلى، وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة.