اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يتضرع به العبد إلى ربه عز وجل أن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وذلك لأن الفتن من أشد البلاءات التي قد تصيب العباد في دنياهم وآخرتهم، وقد حذرنا منها الله تعالى في كتابه العزيز فقال: {وَإِنْ خِفْتُمْ فِتْنَةً فَانْزِلُوا ثِقَالًا}، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
مفهوم الفتنة:
الفتنة هي كل ما يثير الشك والريبة في النفوس، ويدعو إلى الفرقة والاختلاف، ويصد عن سبيل الله، وقد تكون الفتنة في العقيدة أو في العبادات أو في الأخلاق أو في المعاملات، وقد تكون الفتنة ظاهرة أو باطنة.
أقسام الفتنة:
تنقسم الفتنة إلى قسمين:
1. فتنة ظاهرة: وهي الفتنة التي تكون واضحة للعيان، مثل الحروب والنزاعات والاضطرابات.
2. فتنة باطنة: وهي الفتنة التي تكون خفية ومستترة، مثل الشكوك والشبهات والوساوس والشهوات.
أسباب الفتنة:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، ومن أهمها:
1. الجهل: الجهل بالدين والشريعة من أهم أسباب الفتنة، حيث يقع الجاهل بسهولة في الفتن والضلالات.
2. الغفلة: الغفلة عن ذكر الله تعالى والانشغال بالدنيا من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، حيث يصبح العبد عرضة للشياطين والشهوات.
3. حب الدنيا: حب الدنيا والحرص عليها من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، حيث قد يدفع حب الدنيا المرء إلى ارتكاب المعاصي والذنوب.
4. التنافس والحسد: التنافس والحسد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، حيث قد يدفع التنافس والحسد المرء إلى إيذاء الآخرين وافتراء الكذب عليهم.
5. اتباع الهوى: اتباع الهوى والشهوات من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، حيث قد يدفع اتباع الهوى والشهوات المرء إلى ارتكاب المعاصي والذنوب.
6. الابتداع في الدين: الابتداع في الدين واختراع البدع من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، حيث أن الابتداع في الدين يفسد العقيدة ويؤدي إلى الفرقة والاختلاف.
أضرار الفتنة:
هناك العديد من الأضرار التي قد تنتج عن الفتنة، ومن أهمها:
1. الفرقة والاختلاف: الفتنة تؤدي إلى الفرقة والاختلاف بين المسلمين، حيث تجعل قلوبهم متباغضة ومتنافرة.
2. هلاك الأمم: الفتنة قد تؤدي إلى هلاك الأمم، حيث تسبب الحروب والنزاعات والاضطرابات، مما يؤدي إلى تدمير البلاد والعباد.
3. فساد العقيدة: الفتنة قد تؤدي إلى فساد العقيدة، حيث تسبب الشكوك والشبهات والضلالات، مما يؤدي إلى خروج المرء عن دين الإسلام.
4. الوقوع في المعاصي والذنوب: الفتنة قد تؤدي إلى الوقوع في المعاصي والذنوب، حيث تضعف الإيمان وتغلب الشهوات على العقل.
5. سوء الخاتمة: الفتنة قد تؤدي إلى سوء الخاتمة، حيث يموت المرء على غير الإسلام أو يموت وقد ارتكب معاصي وذنوب كثيرة.
كيفية الوقاية من الفتنة:
هناك العديد من الأمور التي يمكن للمرء أن يفعلها للوقاية من الفتنة، ومن أهمها:
1. زيادة الإيمان بالله تعالى: زيادة الإيمان بالله تعالى وتقوية العلاقة معه من أهم الأمور التي تحمي المرء من الفتنة، حيث أن الإيمان القوي يجعل المرء أكثر مقاومة للشكوك والشبهات والضلالات.
2. الالتزام بالكتاب والسنة: الالتزام بالكتاب والسنة والبعد عن البدع والضلالات من أهم الأمور التي تحمي المرء من الفتنة، حيث أن الكتاب والسنة هما المصدران الرئيسيان للدين الإسلامي.
3. مجالس العلماء والصلحاء: مجالسة العلماء والصلحاء من أهم الأمور التي تحمي المرء من الفتنة، حيث أن العلماء والصلحاء هم الذين يبينون الحق من الباطل ويوضحون للناس دينهم.
4. الدعاء إلى الله تعالى: الدعاء إلى الله تعالى وطلب الوقاية من الفتن من أهم الأمور التي تحمي المرء من الفتنة، حيث أن الله تعالى هو وحده الذي يقدر على حماية عباده من الفتن.
الخاتمة:
الفتنة من أشد البلاءات التي قد تصيب العباد في دنياهم وآخرتهم، وقد حذرنا منها الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم، ولذلك يجب على المسلم أن يتضرع إلى ربه عز وجل أن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يزيد إيمانه بالله تعالى ويلتزم بالكتاب والسنة ويجالس العلماء والصلحاء ويدعو الله تعالى أن يحفظه من الفتن.