اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد.

فإن الله تعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأكرمه على سائر خلقه، وجعله خليفة في أرضه. ومن أهم ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات هو خلقه الحسن، الذي يجعله محبوبًا ومقبولاً عند الله تعالى وعند الناس.

الدعاء إلى الله تعالى بحسن الخلق:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى بحسن الخلق، وكان يقول: “اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي” رواه أبو داود والترمذي. وهذا الدعاء يدل على أهمية حسن الخلق في الإسلام، وأن الإنسان يجب أن يسأل الله تعالى أن يحسن خلقه.

القرآن الكريم والسنة النبوية على حسن الخلق:

ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على حسن الخلق، وتبين فضله وثوابه عند الله تعالى. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]. وفي السنة النبوية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أحاسنكم أخلاقًا” رواه الترمذي.

صفاء القلب وطهارة النفس بحسن الخلق:

حسن الخلق يصفو القلب ويطهر النفس، وينير الوجه، ويجعل صاحبه محبوبًا ومقبولاً عند الله تعالى وعند الناس. فالإنسان حسن الخلق يكون دائمًا مبتسمًا ومتفائلًا، وينشر السعادة والفرح من حوله، ويكون محبوبًا من الجميع.

حسن الخلق سبب لدخول الجنة:

حسن الخلق سبب لدخول الجنة، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض” رواه البخاري. وفي رواية أخرى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “دخلت امرأة الجنة في عصفورة سقته” رواه مسلم.

حسن الخلق سبب لرفع الدرجات في الجنة:

حسن الخلق سبب لرفع الدرجات في الجنة، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” رواه البخاري ومسلم.

حسن الخلق سبب لحب الله تعالى:

حسن الخلق سبب لحب الله تعالى، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: “ثلاثة أنا أحبهم ويحبونني، من أحبني وأحب من أحبه، ومن أحبني حتي أحبه في قلوب المؤمنين، ومن أحبني فأنا أحبه حتى أحبه في قلوب الملائكة” رواه أحمد والطبراني.

الخاتمة:

حسن الخلق من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو سبب لحب الله تعالى وحب الناس، وسبب لدخول الجنة ورفع الدرجات فيها. لذلك يجب على المسلم أن يسأل الله تعالى أن يحسن خلقه، وأن يتحلى بالأخلاق الفاضلة التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *