**اللهم حقق أمانينا**
**مقدمة**
الأمان هي تطلعات ورغبات يحملها الإنسان في قلبه، ويسعى لتحقيقها بكل السبل الممكنة، وهي الدافع الذي يحركنا ويدفعنا للأمام، وبدونها تصبح الحياة رتيبة وخالية من المعنى. ولأن الله وحده القادر على تحقيق أمانينا، فإننا نلجأ إليه بالدعاء والتضرع، راجين منه أن يحقق لنا ما نتمناه.
**1. الدعاء إلى الله**
الدعاء إلى الله هو وسيلة قوية لتحقيق الأمنيات، فقد قال الله في كتابه العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (سورة البقرة، الآية 186). وللدعاء آداب وشروط يجب مراعاتها، أهمها الإخلاص لله تعالى، والثقة به بأنه وحده القادر على تحقيق أمانينا، والدعاء بصدق وإلحاح.
**2. التوكل على الله**
التوكل على الله هو الاعتماد عليه وحده في تحقيق أمانينا، وعدم اليأس أو القنوط مهما واجهنا من صعوبات وتحديات، فقد قال الله في كتابه العزيز: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا” (سورة الطلاق، الآية 3). والتوكُّل على الله لا يعني ترك الأسباب والجلوس مكتوفي الأيدي، بل يعني بذل الجهد والاجتهاد، ثم ترك النتيجة لله تعالى.
**3. الصبر والثبات**
الصبر والثبات من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأمنيات، فقد قال الله في كتابه العزيز: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ” (سورة النحل، الآية 127). والصبر لا يعني الاستسلام للأمر الواقع، بل يعني التحمل والمثابرة حتى تحقيق الهدف المنشود.
**4. حسن الظن بالله**
حسن الظن بالله هو اليقين بأنه وحده القادر على تحقيق أمانينا، وأنه لن يخيب ظننا أبدًا، فقد قال الله في كتابه العزيز: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (سورة الطلاق، الآية 3). وحسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل، بل يعني العمل الجاد والاجتهاد، مع اليقين بأن الله لن يضيع جهدنا أبدًا.
**5. الدعاء في أوقات الإجابة**
هناك أوقات معينة يُستجاب فيها الدعاء بشكل أكبر، مثل وقت السحر، والثلث الأخير من الليل، وعند سماع صوت المؤذن، وعند نزول المطر، وعند الصيام، وعند الحج والعمرة. لذلك، ينبغي للمؤمن أن يحرص على الدعاء في هذه الأوقات المباركة، فإنها أوقات تُستجاب فيها الدعوات بإذن الله تعالى.
**6. الدعاء مع اليقين بالاستجابة**
الدعاء مع اليقين بالاستجابة هو من أهم شروط استجابة الدعاء، فقد قال الله في كتابه العزيز: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (سورة الأعراف، الآية 55). والدعاء مع اليقين بالاستجابة يعني أن نلجأ إلى الله تعالى بكل تواضع وإخلاص، ونعلم يقينًا أنه سيستجيب لدعائنا، مهما كان صعبًا أو مستحيلًا.
**7. الشكر لله على كل حال**
الشكر لله على كل حال من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، سواء تحققت أمانيه أم لا، فقد قال الله في كتابه العزيز: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (سورة إبراهيم، الآية 7). والشكر لله لا يعني فقط قول الحمد لله، بل يعني أيضًا التصرف وفقًا لإرادة الله تعالى، والرضا بما قسمه لنا من رزق، والعمل على شكره بفعل الخير والإحسان إلى الآخرين.
**خاتمة**
إن تحقيق الأمنيات هو حلم كل إنسان، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا بفضل الله تعالى، لذلك يجب أن نلجأ إليه بالدعاء والتضرع، ونتوكل عليه وحده في تحقيق أمانينا، وأن نصبر ونثابر حتى نصل إلى هدفنا، وأن نحسن الظن بالله، وندعوه في أوقات الإجابة، وأن ندعوه مع اليقين بالاستجابة، وأن نشكره على كل حال، سواء تحققت أمانينا أم لا. فالله وحده هو القادر على تحقيق أمانينا، وهو وحده المستحق للحمد والشكر.