مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن من أعظم نعم الله علينا أن أنزل علينا الغيث من السماء، فبه تحيا الأرض وتخرج زراعتها وثمارها، وبه ترتوي الماشية وتروى ظمأها. وقد دعا الله تعالى عباده المؤمنين في كتابه العزيز أن يدعوه بالدعاء الآتي:
اللهم صيبا نافعا
فهذه الدعوة المباركة هي دعاء بطلب المطر النافع من الله عز وجل، وهو دعاء وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى القطر قال:
“اللهم صيبا نافعا”.
فضل المطر
للمطر فضائل عديدة، منها:
1. أنه رحمة من الله تعالى لعباده. فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز:
“والله الذي أرسل الرياح فتقيم سحابا ثم يبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم لمؤيئسين”.
2. أنه سبب لحياة الأرض ونباتها. قال تعالى:
“وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون”.
3. أنه سبب لري الماشية وسقيا الزرع. قال تعالى:
“والذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون”.
أسباب نزول المطر
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نزول المطر، منها:
1. تيارات الهواء الدافئة والباردة. عندما تلتقي تيارات الهواء الدافئة والباردة، فإن الهواء الدافئ يرتفع إلى أعلى، في حين أن الهواء البارد ينزل إلى أسفل، مما يتسبب في حدوث تيارات هوائية صاعدة. هذه التيارات الهوائية الصاعدة تحمل معها قطرات الماء الموجودة في الهواء، والتي تتكاثف وتتجمع لتشكل السحب.
2. الرياح. تساعد الرياح على حمل قطرات الماء الموجودة في الهواء ونقلها من مكان إلى آخر. كما تساعد الرياح أيضًا على تبريد الهواء، مما يتسبب في تكثف قطرات الماء وتكوين السحب.
3. أشعة الشمس. تعمل أشعة الشمس على تسخين الهواء، مما يتسبب في ارتفاعه إلى أعلى. هذا الارتفاع يتسبب في تبريد الهواء وتكثيف قطرات الماء وتكوين السحب.
أنواع المطر
هناك العديد من أنواع المطر، منها:
1. المطر الخفيف: وهو المطر الذي يتساقط على شكل قطرات صغيرة ومتباعدة.
2. المطر المتوسط: وهو المطر الذي يتساقط على شكل قطرات متوسطة الحجم ومتقاربة.
3. المطر الغزير: وهو المطر الذي يتساقط على شكل قطرات كبيرة ومتقاربة.
4. المطر المتجمد: وهو المطر الذي يتجمد قبل أن يصل إلى الأرض.
5. البرد: وهو المطر الذي يتساقط على شكل كرات صغيرة من الجليد.
فوائد المطر
للمطر العديد من الفوائد، منها:
1. أنه يسقي الأرض ويزرعها.
2. أنه يروي ظمأ الحيوانات والنباتات.
3. أنه ينظف الهواء ويجعله أكثر نقاءً.
4. أنه يساعد على تبريد الجو وتخفيف الحرارة.
5. أنه يساعد على نمو النباتات والأشجار.
أوقات نزول المطر
يتساقط المطر في جميع فصول السنة، ولكن هناك بعض الأوقات التي يكون فيها تساقط المطر أكثر شيوعًا، منها:
1. فصل الربيع: وهو فصل انتقالي بين الشتاء والصيف، ويكون فيه تساقط المطر معتدلاً.
2. فصل الصيف: وهو فصل حار وجاف، ويكون فيه تساقط المطر نادرًا.
3. فصل الخريف: وهو فصل انتقالي بين الصيف والشتاء، ويكون فيه تساقط المطر معتدلاً.
4. فصل الشتاء: وهو فصل بارد ورطب، ويكون فيه تساقط المطر غزيرًا.
دعاء طلب المطر
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها الله تعالى طلبًا للمطر، منها:
1. “اللهم صيبا نافعا”.
2. “اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، نافعًا غير ضار”.
3. “اللهم أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا، يحيي به بلادنا وعبادك”.
4. “اللهم اسقنا من مائك العذب الفرات”.
5. “اللهم سخّر لنا الرياح، وأنزل علينا من السماء ماءً مباركًا”.
الخاتمة
المطر من أعظم نعم الله تعالى علينا، وهو سبب لحياة الأرض ونباتها وري الماشية وسقيا الزرع. وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الدعاء بطلب المطر، لما له من فوائد عظيمة.