No images found for اللهم عافني فيمن عافيت
اللهم عافني فيمن عافيت
مقدمة:
يعتبر الدعاء إلى الله عز وجل من أكثر العبادات وأحبها إليه، وقد حثنا ديننا الحنيف على الدعاء إلى الله في كل وقت وحين، حيث أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم أن ندعوه فقال عز وجل: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة “اللهم عافني فيمن عافيت”.
أولاً: فضل الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
ورد هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يدعو به في صلاته، روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: “اللهم عافني فيمن عافيت، واهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.
ورد في السنة النبوية الشريفة أن الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت” من أسباب دفع البلاء، روى ابن ماجة في سننه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم عافني فيمن عافيت، واعف عني فيمن عاقبت، وأعذني من شر خلقك كلهم، لا إله غيرك، لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها إذا أمسى وإذا أصبح لم يضره شيء حتى يصبح”.
يعد الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت” من أسباب تحصين المسلم من شرور النفس والهوى، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال العبد: اللهم عافني فيمن عافيت، واهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، قال الله عز وجل: قد فعلت”.
ثانيًا: معنى الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
يعني هذا الدعاء أن المسلم يسأل الله تعالى أن يعافيه من كل شر وبلاء، وأن يجعله من عباده المعافين في الدنيا والآخرة.
كما يعني أن المسلم يسأل الله تعالى أن يجعله من عباده الذين أصلحهم وهداهم إلى سواء السبيل، وأن يجعله من عباده الذين تولاهم برحمته ولطفه.
ويدعو المسلم ربه أن يبارك له فيما أعطاه من نعم ظاهرة وباطنة، وأن يقيه شر ما قد قضاه الله تعالى وقدره.
ثالثًا: شروط استجابة الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
الإخلاص لله تعالى في الدعاء، بأن يكون المسلم يقصد وجه الله تعالى وحده لا غير.
اليقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على الاستجابة للدعاء، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
الحضور القلب والخشوع في الدعاء، وأن يكون المسلم متأدبًا مع الله تعالى في دعائه.
الامتناع عن فعل المعاصي والذنوب، والحرص على طاعة الله تعالى.
الدعاء بمباح، وعدم الدعاء على أحد بالشر أو الأذى.
رابعًا: أوقات الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
يستحب الدعاء بهذا الدعاء في كل وقت وحين، إلا أن هناك أوقاتًا معينة يرجى فيها استجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل:
الدعاء في ثلث الليل الأخير.
الدعاء عند السحر.
الدعاء بين الأذان والإقامة.
الدعاء في يوم الجمعة.
الدعاء في شهر رمضان المبارك.
خامسًا: صيغ الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
اللهم عافني فيمن عافيت، واهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.
اللهم عافني من شرور نفسي وشرور الناس، واعصمني من شر الشيطان الرجيم، اللهم اجعلني من عبادك الصالحين المعافين في الدنيا والآخرة.
اللهم أعوذ بك من شر كل ذي شر، ومن شر كل ما خلقت، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما دب على الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر كل شيطان مارد، ومن شر كل عين حاسدة.
سادسًا: فوائد الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت”:
من فوائد الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت” أنه يدفع البلاء والشر عن المسلم.
كما أنه يحصن المسلم من شرور النفس والهوى، ويجعله من عباد الله الصالحين المعافين في الدنيا والآخرة.
والدعاء بهذا الدعاء يزيد من إيمان المسلم وتوكله على الله تعالى، ويقوي صلته بربه.
سابعًا: خاتمة:
إن الدعاء بـ “اللهم عافني فيمن عافيت” من الأدعية الشاملة التي يجمع بين الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة، والدعاء بالهداية والإرشاد، والدعاء بالتوفيق والبركة، والدعاء بالوقاية من الشرور والآفات، لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على الدعاء بهذا الدعاء في كل وقت وحين، راجيًا من الله تعالى أن يستجيب لدعائه ويحقق له ما فيه الخير في الدنيا والآخرة.