اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك
مقدمة:
الظلم من أبشع الصفات التي قد يتصف بها الإنسان، وهو من أشد المحرمات التي نهى عنها الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم، ولا يقل الظلم عن السحر في قبحه، ولهذا فإن الله تعالى قد توعد الظالمين بأشد أنواع العقوبة في الدنيا والآخرة، وقد أرشدنا رب العالمين إلى الدعاء على الظالمين بكلمات معينة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، من هذه الكلمات العظيمة: “اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك”.
أقسام الظلم:
ينقسم الظلم إلى قسمين:
1- ظلم العباد بعضهم لبعض: وهو ما يفعله الفرد أو الجماعة من أذى أو ضرر بحقوق الآخرين والاعتداء عليها، ويعتبر هذا النوع من الظلم من الكبائر التي توعد الله تعالى مرتكبيها بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة.
2- ظلم العباد لربهم: وهو ما يصدر عن الفرد من كفر أو شرك أو معصية، ويعتبر هذا النوع من الظلم من أعظم الذنوب والآثام التي توجب على مرتكبيها سخط الله تعالى وعقابه الأليم.
آثار الظلم:
للظلم آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، ومن أبرز هذه الآثار:
1- انتشار الفساد: يؤدي الظلم إلى انتشار الفساد في الأرض، لأن الظالمين لا يتورعون عن أي شيء من أجل تحقيق مآربهم الخاصة، ولو كان ذلك على حساب مصالح الآخرين.
2- ضعف المجتمع: يؤدي الظلم إلى ضعف المجتمع وتفككه، لأن الظالمين لا يراعون حقوق الآخرين ولا يحترمونها، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد وبالتالي ضعف نسيج المجتمع وتفككه.
3- انهيار الأخلاق: يؤدي الظلم إلى انهيار الأخلاق في المجتمع، لأن الظالمين لا يخشون الله تعالى ولا يراقبونه، مما يؤدي إلى انتشار الرذائل والفساد في المجتمع.
اللجوء إلى الله تعالى:
عندما يشتد الظلم على المرء ويتعدى طوره ولا يجد من ينصره من البشر، فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن ينصره على الظالمين، ولا شك أن الله تعالى لا يخذل من التجأ إليه وطلب نصره، ولذلك يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقوِيٌّ عَزِيزٌ}.
أدعية على الظالمين:
وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدعية التي يمكن للمظلوم أن يدعو بها على الظالمين، ومن هذه الأدعية:
1- الدعاء الأول: “اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك”.
2- الدعاء الثاني: “اللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر”.
3- الدعاء الثالث: “اللهم سلط عليهم من لا يرحمهم كما لا يرحمون عبادك”.
الانتصار على الظالمين:
وعد الله تعالى المظلومين بالنصر على الظالمين، فقال تعالى في كتابه العزيز: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقوِيٌّ عَزِيزٌ}. ومن صور نصر الله تعالى للمظلومين ما يلي:
1- الانتقام من الظالمين: ينتقم الله تعالى من الظالمين في الدنيا والآخرة، ويذيقهم من العذاب ما يكون عبرة لغيرهم من الظالمين.
2- إعلاء كلمة الحق: ينصر الله تعالى المظلومين بتأييد الحق وإعلاء كلمته، حتى ولو كان الظالمون في موضع قوة.
3- إحقاق العدل: ينصر الله تعالى المظلومين بإحقاق العدل وإعادة الحقوق إلى أصحابها، حتى ولو طال الزمن.
الخلاصة:
الظلم من أفظع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها الإنسان، ولذلك فإن الله تعالى قد توعد الظالمين بأشد أنواع العقاب في الدنيا والآخرة. وقد أرشدنا رب العالمين إلى الدعاء على الظالمين بكلمات معينة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، من هذه الكلمات العظيمة: “اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك”. واعد الله تعالى المظلومين بالنصر على الظالمين، فقال تعالى في كتابه العزيز: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقوِيٌّ عَزِيزٌ}.