اللهم في هذا الصباح ارحم أبي
مقدمة:
الأب هو السند والعزوة، وهو الحصن الحصين الذي يلجأ إليه الأبناء في وقت الشدة والرخاء، وهو المعلم الأول الذي يُعلمهم معاني الحياة وقيمها، وهو الصديق الوفي الذي لا يُفارقهم أبدًا. وعندما يرحل الأب عن هذه الدنيا، يخلف وراءه فراغًا كبيرًا لا يمكن لأحد أن يملأه، لذا فإننا ندعو الله عز وجل في هذا الصباح أن يرحم آباءنا وأن يتغمدهم بواسع رحمته.
1. فضل الدعاء للوالدين:
– لقد حثنا الإسلام على الدعاء للوالدين وبرهما والإحسان إليهما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأبويه وهو حي أو ميت غفر له”.
– كما قال صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين”.
– فالدعاء للوالدين من أفضل الأعمال التي يمكن أن نُقدمها لهم، وهو سبب في دخولنا الجنة بإذن الله تعالى.
2. فضل الدعاء في الصباح:
– إن الدعاء في الصباح من أفضل الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.
– ففي هذا الوقت يكون الإنسان أقرب إلى الله عز وجل، ويكون قلبه نقيًا من أي شوائب، لذا فإن دعاءه يكون أكثر إخلاصًا وتأثيرًا.
– لذلك فإننا ندعو الله عز وجل في هذا الصباح أن يرحم آباءنا وأن يتغمدهم بواسع رحمته.
3. أهمية الدعاء للوالدين بعد وفاتهم:
– إن الدعاء للوالدين بعد وفاتهم من أهم الأعمال التي يمكن أن نُقدمها لهم، وذلك لأنهم في أمس الحاجة إلى دعائنا في هذا الوقت.
– فقد انقطع عملهم الصالح، ولم يعد لهم من عمل إلا ما قدموه في الدنيا، لذا فإن دعاءنا لهم سبب في رفع درجاتهم في الجنة بإذن الله تعالى.
– كما أن الدعاء لهم سبب في مغفرة ذنوبهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لوالديه بعد موتهما غفر لهما”.
4. ما نقوله في دعائنا لآبائنا:
– عندما ندعو لآبائنا، يمكننا أن نقول: “اللهم ارحم أبي واغفر له وارزقه الجنة، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أنزل عليه السكينة والرحمة، اللهم اجعل مرضه كفارة لذنوبه وارفع درجاته في الجنة”.
– ويمكننا أيضًا أن نقول: “اللهم ارحم أبي وتغمده بواسع رحمتك، اللهم اجمعني به في الجنة، اللهم ارزقه الفردوس الأعلى، اللهم احشره مع الصديقين والشهداء والصالحين”.
– ويمكننا أن نقول أيضًا: “اللهم ارحم أبي وأكرم نزله، اللهم وسع مدخله، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”.
5. كيف ندعو لآبائنا:
– عندما ندعو لآبائنا، يجب أن نكون مخلصين في دعائنا وأن نخشع لله تعالى، وأن نرفع أكفنا إلى السماء ونستقبل القبلة.
– كما يجب أن نتضرع إلى الله عز وجل وأن ندعوه بكلمات مؤثرة وصادقة، وأن نكثر من الاستغفار لأبائنا والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
– ويمكننا أيضًا أن ندعو لأبائنا في صلاتنا وفي سجودنا، وفي أوقات الإجابة، مثل وقت السحر ويوم الجمعة.
6. فضل الاستغفار للوالدين:
– إن الاستغفار للوالدين من أفضل الأعمال التي يمكن أن نُقدمها لهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استغفر لوالديه في كل يوم عشر مرات غفر لهما ولو كانا مشركين”.
– فالإستغفار للوالدين سبب في رفع درجاتهما في الجنة بإذن الله تعالى، كما أنه سبب في مغفرة ذنوبهما.
– لذا فإننا ندعو الله عز وجل أن يغفر لآبائنا وأن يتغمدهم بواسع رحمته.
7. أهمية زيارة قبور الوالدين:
– إن زيارة قبور الوالدين من الأمور التي حثنا عليها الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة”.
– فزيارة القبور تذكرنا بالموت وتجعلنا نستعد له، كما أنها سبب في الدعاء للوالدين والاستغفار لهم.
– كما أن زيارة القبور سبب في تجديد العهد مع الوالدين والترحم عليهم والتضرع إلى الله عز وجل أن يرحمهم وأن يتغمدهم بواسع رحمته.
الخاتمة:
إن الدعاء للوالدين من أفضل الأعمال التي يمكن أن نُقدمها لهم، وهو سبب في دخولنا الجنة بإذن الله تعالى. كما أن الاستغفار لهم سبب في رفع درجاتهم في الجنة ومغفرة ذنوبهم. وزيارة قبورهم سبب في تذكيرنا بالآخرة والدعاء لهم والاستغفار لهم. لذلك فإننا ندعو الله عز وجل في هذا الصباح أن يرحم آباءنا وأن يتغمدهم بواسع رحمته