اللهم لا تجعل الدنيا

اللهم لا تجعل الدنيا

العنوان: اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

المقدمة:

الحمد لله الذي جعل الدنيا دار ابتلاء واختبار، وجعل الآخرة دار جزاء وثواب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن الدنيا دار فانية وزائلة، والآخرة دار باقية وخلود، فمن جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه فقد خسر الدنيا والآخرة، ومن جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه فقد فاز بالدنيا والآخرة.

المحتوى:

1. الدنيا دار ابتلاء واختبار:

الدنيا دار ابتلاء واختبار للإنسان، يمتحن الله فيها إيمانه وعمله، وينظر هل هو شاكر أم كافر، هل هو صابر أم جزوع، هل هو راض أم ساخط.

فالدنيا ليست دار استقرار وراحة، وإنما هي دار تعب وشقاء، فيها بلايا ومصائب، فيها فتن وابتلاءات، فيها موت وحياة، فيها خير وشر.

لذلك، يجب على المسلم ألا يفرح بالدنيا ولا يحزن عليها، ولا يتعلق بها ولا يتعلق بها، بل عليه أن يعتبرها دارًا زائلة، وأن يجعلها وسيلة للوصول إلى الآخرة.

2. الآخرة دار جزاء وثواب:

الآخرة هي دار جزاء وثواب، يجزي الله فيها كل إنسان بما عمل في الدنيا، من خير أو شر، من إيمان أو كفر، من طاعة أو معصية.

فمن عمل صالحًا في الدنيا، فله جزاء وثواب في الآخرة، ومن عمل سيئًا في الدنيا، فله عقاب وعذاب في الآخرة.

لذلك، يجب على المسلم أن يكثر من العمل الصالح في الدنيا، وأن يجتنب المعاصي والآثام، وأن يتزود للآخرة بما ينفعه، من علم وعمل صالح.

3. الدنيا فانية وزائلة:

الدنيا فانية وزائلة، لا تدوم لأحد، ولا تبقى على حال، وكل ما فيها من متع ولذات وزينة زائل لا محالة.

فالمال يزول، والجاه يزول، والسلطان يزول، والجمال يزول، والشباب يزول، والصحة تزول، والعمر يزول.

لذلك، يجب على المسلم ألا يغتر بالدنيا وزينتها، ولا يطمع فيها ولا يعلق بها قلبه، بل عليه أن يتذكر أنها فانية وزائلة، وأن الآخرة هي دار البقاء.

4. الآخرة باقية وخلود:

الآخرة باقية وخلود، لا تفنى ولا تزول، ولا يتغير فيها شيء، وهي دار النعيم والسرور، دار الخلود والسعادة.

ففي الآخرة، ينعم المؤمنون برؤية الله تعالى، ويكونون في جنات النعيم، يأكلون من ثمارها ويشربون من أنهارها، ويتنعمون فيها بكل أنواع اللذات والنعيم.

لذلك، يجب على المسلم أن يجعل الآخرة أكبر همه واهتمامه، وأن يعمل لها بكل ما يستطيع، وأن يتزود لها بما ينفعه، من علم وعمل صالح.

5. من جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه فقد خسر الدنيا والآخرة:

من جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه فقد خسر الدنيا والآخرة، لأنه أضاع وقته وجهده في طلب متاع الدنيا الفانية الزائلة، وأهمل الآخرة التي هي دار البقاء والخلود.

فمن جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه، فإنه يعيش في قلق وحرص شديدين، دائمًا خائفًا من فقدان ما في يده، دائمًا متطلعًا إلى المزيد.

ومن جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه، فإنه لا يقدر على التمتع بما فيها من متع ولذات، لأنه دائمًا مشغول بجمع المال والجاه والسلطان، ولا يجد وقتًا للاستمتاع بما في يده.

6. من جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه فقد فاز بالدنيا والآخرة:

من جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه فقد فاز بالدنيا والآخرة، لأنه نال في الدنيا الخير والبركة والتوفيق، ونال في الآخرة النعيم والسرور والخلود.

فمن جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه، فإنه يعيش في طمأنينة وراحة بال، لأنه يعلم أن الله تعالى هو الرزاق وهو المعطي وهو المانع.

ومن جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه، فإنه يقدر على التمتع بما في الدنيا من متع ولذات، لأنه يعلم أنها زائلة وفانية، ولا يعلق عليها قلبه.

7. كيف نجعل الآخرة أكبر همنا واهتمامنا؟

لكي نجعل الآخرة أكبر همنا واهتمامنا، علينا أن نفعل ما يلي:

أن نكثر من ذكر الآخرة، وأن نتذكر دائمًا أنها دار البقاء والخلود، وأن الدنيا فانية وزائلة.

أن نعمل الصالحات، وأن نكثر من العبادات والطاعات، وأن نتزود للآخرة بما ينفعنا، من علم وعمل صالح.

أن نرضى بقضاء الله وقدره، وأن نصبر على ما يصيبنا من ابتلاءات ومصائب، وأن نحتسب ذلك عند الله تعالى.

الخلاصة:

الدنيا دار ابتلاء واختبار، والآخرة دار جزاء وثواب، فمن جعل الدنيا أكبر همه واهتمامه فقد خسر الدنيا والآخرة، ومن جعل الآخرة أكبر همه واهتمامه فقد فاز بالدنيا والآخرة. لذلك، يجب على المسلم أن يجعل الآخرة أكبر همه واهتمامه، وأن يعمل لها بكل ما يستطيع، وأن يتزود لها بما ينفعه، من علم وعمل صالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *