اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أهم ما يجب على المسلم أن يحرص عليه ألا يجعل الدنيا أكبر همه، وأن لا ينشغل بها عن أمور دينه وآخرته، فالدينا متاع الغرور، والآخرة هي دار القرار، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (يا ابن آدم، خلقت الأشياء لأجلك، وخلقتك لأجلي، فلا تشغل نفسك بغيري).
1. الدنيا دار فانية:
الدنيا دار فانية وزائلة، لا تبقى على حال واحد، وكل ما فيها إلى زوال وفناء، فما فيها من متاع وزينة وزخرف كله باطل وزائل، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة).
2. الآخرة دار البقاء:
الآخرة هي دار البقاء، وهي التي لا تفنى ولا تزول، وهي التي نعمل لها في الدنيا ونسعى إليها، ففيها النعيم المقيم والسرور الدائم، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والآخرة جنة المؤمن وسجن الكافر).
3. الدنيا دار ابتلاء واختبار:
الدنيا دار ابتلاء واختبار، يبتلينا الله تعالى فيها بالمصائب والشدائد والفتن، ليمتحن إيماننا ويصبرنا، وينظر كيف نصبر على بلائه، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا دار بلاغ، والآخرة دار قرار)، فليس الأولى بدار إقامة، وإنما هي منازل للانتقال لا للاستقرار.
4. الدنيا مزرعة الآخرة:
الدنيا مزرعة الآخرة، فما نزرعه فيها من خير أو شر نحصده في الآخرة، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنيا مزرعةُ الآخرة، فمنْ زرع فيها خيراً حصد في الآخرة خيراً، ومنْ زرع فيها شراً حصد في الآخرة شراً).
5. ضرورة الاعتدال في الدنيا:
لا بد للمسلم أن يعتدل في تعامله مع الدنيا، فلا يزهد فيها زهداً كاملاً، ولا ينشغل بها عن أمور دينه وآخرته، ففي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الزهاد في الدنيا من تركها، ولكن الزهاد من رضي بها وآثر الآخرة عليها).
6. اتباع القدوة الحسنة في التعامل مع الدنيا:
سار المسلمون الأوائل على نهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الدنيا، فكانوا يزهدون فيها ولا ينشغلون بها عن أمور دينهم وآخرتهم، وكانوا يرون أن الدنيا متاع قليل، وأن الآخرة هي دار القرار.
7. الدعاء بأن لا يجعل الله الدنيا أكبر همنا:
من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها: (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الآخرة أكبر همنا، ومبلغ علمنا، وإلى الجنة مصيرنا).
خاتمة:
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ألا نجعل الدنيا أكبر همنا، وأن يجعلنا ممن يزهدون فيها ويرضون بها ويؤثرون الآخرة عليها، وأن يجعلنا ممن يسيرون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في التعامل مع الدنيا، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.