اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا

المقدمة

الحياة في هذه الدنيا قصيرة وعابرة، وهي مجرد اختبار لنا لنرى كيف سنستخدم مواهبنا وقدراتنا. يجب ألا نجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا. بدلا من ذلك، يجب أن نركز على العبادة لله والعمل الصالح والتحضير للآخرة.

1. الدنيا دار ابتلاء

الدنيا دار ابتلاء واختبار، وليست دار إقامة دائمة. قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (العنكبوت: 64). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر”.

2. الآخرة دار القرار

الآخرة هي دار القرار والبقاء الدائم. قال الله تعالى: “إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (العنكبوت: 64). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”.

3. الدنيا زائلة وفانية

الدنيا زائلة وفانية، وهي لا تدوم على حال. قال الله تعالى: “كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (القصص: 88). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدُّنْيَا خَضْرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بَرِكَ لَهُ فِيهَا، وَمَنْ أَخَذَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا كَانَتْ عَلَيْهِ تِبْعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

4. الآخرة باقية ودائمة

الآخرة باقية ودائمة، وهي لا تزول ولا تفنى. قال الله تعالى: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” (الرعد: 17). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إِنَّكُمْ لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِأَعْمَالِكُمْ، قَالُوا: فَبِمَ نَدْخُلُهَا؟ قَالَ: بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى”.

5. الدنيا دار العمل

الدنيا دار العمل، وهي فرصة لنا لنعمل الصالحات ونحصد ثمارها في الآخرة. قال الله تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ” (النجم: 39). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ”.

6. الآخرة دار الحساب

الآخرة دار الحساب، وهي يوم نُسأل فيه عن أعمالنا في الدنيا. قال الله تعالى: “وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ” (النجم: 42). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كُلُّ امْرِئٍ مُرْهَوِنٌ بِعَمَلِهِ، فَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ شَقِيَ وَبَئِسَ مَرْقَدُهُ، وَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ سَعِدَ وَحَسُنَ مَرْقَدُهُ”.

7. الآخرة دار الجزاء

الآخرة دار الجزاء، وهي يوم نُكافأ فيه على أعمالنا الصالحة أو نعاقب على أعمالنا السيئة. قال الله تعالى: “وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَىٰ” (النجم: 31). وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

الخاتمة

الدنيا دار ابتلاء واختبار، وليست دار إقامة دائمة. الآخرة هي دار القرار والبقاء الدائم. الدنيا زائلة وفانية، وهي لا تدوم على حال. الآخرة باقية ودائمة، وهي لا تزول ولا تفنى. الدنيا دار العمل، وهي فرصة لنا لنعمل الصالحات ونحصد ثمارها في الآخرة. الآخرة دار الحساب، وهي يوم نُسأل فيه عن أعمالنا في الدنيا. الآخرة دار الجزاء، وهي يوم نُكافأ فيه على أعمالنا الصالحة أو نعاقب على أعمالنا السيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *