اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فإن من أعظم ما يُبتلى به العباد في هذه الدنيا هو أن تنقلب الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، فيشغلهم ذلك عن ذكر الله تعالى وعن طاعته، وعن الاستعداد للآخرة.
وقد حذَّرنا الله تعالى من ذلك في كتابه الكريم، فقال سبحانه: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].
وقال صلى الله عليه وسلم: “من كانت الدنيا أكبر همه، وآماله كلها فيها، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له، ومن كانت الآخرة أكبر همه، وجعل نيته فيها، جعل الله الغنى في قلبه، وجمع عليه أمره، وأتته الدنيا وهي راغمة”.
وإليك 7 أسباب تجعلنا لا نجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا:
1. الدنيا دار فانية
الدنيا دار فانية زائلة، لا بقاء لها ولا دوام، فهي كظل زائل، أو كسراب خادع.
وقد قال الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 26-27].
وقال صلى الله عليه وسلم: “الدُّنيا مُتاع، وخير متاع الدُّنيا المرأة الصَّالحة”.
فإذا علمنا أن الدنيا فانية زائلة، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فلماذا نجعلها أكبر همنا ولا مبلغ علمنا؟
2. الآخرة دار البقاء
الآخرة هي دار البقاء والخلود، وهي التي لا زوال لها ولا فناء.
وقد قال الله تعالى: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17].
وقال صلى الله عليه وسلم: “الأخرة خير وأبقى”.
فإذا علمنا أن الآخرة هي دار البقاء والخلود، وأنها خير وأبقى من الدنيا، فلماذا لا نجعلها أكبر همنا ولا مبلغ علمنا؟
3. الدنيا متاع الغرور
الدنيا متاع الغرور واللهو واللعب، وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
وقد قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].
وقال صلى الله عليه وسلم: “الدُّنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا ومتعلمًا”.
فإذا علمنا أن الدنيا متاع الغرور واللهو واللعب، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فلماذا نجعلها أكبر همنا ولا مبلغ علمنا؟
4. حب الدنيا رأس كل خطيئة
حب الدنيا رأس كل خطيئة، وهو الذي يدفع الإنسان إلى ارتكاب المعاصي والذنوب.
وقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِ