العنوان: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً)
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم المالك يوم الدين إياه نعبد وإياه نستعين، نستعين به على أمور حياتنا كلها، فمن منا لا يحتاج إلى عون الله وتوفيقه؟ لذلك نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء ونطلب منه العون والتوفيق في كل أمورنا، ونسأله أن ييسر لنا ما صعب علينا، فقد قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يَسُرُّ الْأَمْرَ لِمَنْ يُرِيدُهُ) الشورى:40.
محتوى المقال:
1. فضل الدعاء:
الدعاء هو العبادة، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وقد حثنا الله ورسوله على الدعاء، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” رواه الترمذي.
الدعاء سبب لنيل الخير ودرء الشر، فمن دعا الله تعالى صدقاً وإخلاصاً استجاب له وأعطاه ما سأله، كما قال الله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر:60.
الدعاء سبب لرفع البلاء والشدائد، فمن دعا الله تعالى أن يكشف عنه البلاء والشدائد استجاب له وكشف عنه ما ألم به، كما قال الله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) الزمر:8.
2. أسباب إجابة الدعاء:
الإخلاص لله تعالى، واليقين بأن الله تعالى وحده هو القادر على الاستجابة للدعاء، قال الله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) غافر:14.
خشية الله تعالى ومراقبته، قال الله تعالى: (وَلْتَخْشَوْا اللَّهَ وَيُعَلِّمَكُمُ اللَّهُ) البقرة:282.
حضور القلب والخشوع عند الدعاء، وعدم التسرع في الدعاء، قال الله تعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) الأعراف:56.
الإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وعدم اليأس من إجابة الدعاء، قال الله تعالى: (وَادْعُوهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) الأعراف:55.
التوبة من الذنوب والمعاصي، قال الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور:31.
3. آداب الدعاء:
استقبال القبلة، والدعاء برفع اليدين إلى السماء، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
الدعاء بصوت معتدل، فلا يرفع الصوت بالدعاء ولا يخفضه.
الدعاء بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الدعاء بما يوافقها في المعنى.
الدعاء بأسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العظيمة، فهذا من أفضل ما يدعى به.
الدعاء لنفسه ولغيره من المسلمين، كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر:10.
4. أوقات استجابة الدعاء:
في وقت السحر، وهو أفضل أوقات الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” رواه الترمذي.
بين الأذان والإقامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة” رواه أبو داود.
في يوم عرفة، وهو أفضل أيام الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة” رواه الترمذي.
في ليلة القدر، وهي أفضل ليالي السنة، كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر:1-3.
5. أدعية مأثورة:
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، أنت تجعل الحزن سهلا، أنت تجعل الضيق سهلا، أنت تجعل البلاء سهلا، اللهم اجعل كل ما صعب علينا سهلا هينًا يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته لأحد من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
اللهم اغفر لي ذنوبي ظاهرها وباطنها، وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، اللهم اغفر لي ما فعلت وما تركت، اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني.
6. دعاء عند الكرب والشدائد:
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته لأحد من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمى.
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي.
7. دعاء عند الكرب:
يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
يا ودود، يا ذا الجلال والإكرام، يا من أرسلت محمدًا رحمة للعالمين، أسألك بحق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وبحق أسمائك الحسنى، وبحق كتابك المنزل، وبحق عرشك العظيم، أن تفرج عني كربي وهمي، وتريح قلبي، وتيسر أمري، وتشرح صدري، وتصلح حالي.
يا غافر الذنوب، يا قابل التوب، يا ستار العيوب، يا مبدل السيئات بالحسنات، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، أن تغفر لي ذنوبي، وأن تقبل توبتي، وأن تستر عيوبي، وأن تبدل سيئاتي بالحسنات،