اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلا وانت تجعل الصعب سهلا

مقدمة:

الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، وقد نواجه الكثير من المواقف التي تبدو صعبة أو مستحيلة. ولكن مع إيماننا بالله تعالى وعونه، يمكننا التغلب على أي صعوبة وتحويلها إلى سهولة. فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” (الطلاق: 3). وفي هذا المقال، سنتناول معنى قول الله تعالى: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب سهلا” وكيف يمكننا الاعتماد على الله تعالى لتسهيل أمورنا وتحويل الصعب إلى سهل.

التوكل على الله:

التوكل على الله هو مفتاح تسهيل الأمور، وهو يعني الاعتماد عليه وحده في كل أمورنا والتسليم بقضائه وقدره. فعندما نتكل على الله، فإننا نتيقن أنه هو وحده القادر على إعانتنا وتيسير أمورنا، وأن كل ما يحدث في حياتنا هو بإرادته ومشيئته. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (الطلاق: 3).

الإيمان بقضاء الله وقدره:

من أهم الأمور التي تساعدنا على الاعتماد على الله وتسهيل أمورنا هو الإيمان بقضاء الله وقدره. فالله تعالى هو وحده الذي يقدر الأحداث ويضع لها أقدارها، وهو وحده الذي يعلم ما هو خير لنا وما هو شر لنا. لذلك، عندما نؤمن بقضاء الله وقدره، فإننا نستسلم لإرادته ونرضى بما قسمه لنا، ونعلم أن كل ما يحدث لنا هو لصالحنا في النهاية.

اللجوء إلى الله بالدعاء:

الدعاء هو أحد أهم العبادات التي تقربنا إلى الله تعالى وتساعدنا على تسهيل أمورنا. فعندما ندعو الله تعالى، فإننا نطلب منه العون والمساعدة في أمورنا، ونريغ له ضعفنا وافتقارنا إليه. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186).

التوكل على الله في الأمور الصعبة:

عندما نواجه المواقف الصعبة والتحديات في حياتنا، فإننا نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والتوكل عليه، ونطلب منه أن يسهل أمورنا ويحول الصعب إلى سهل. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا” (رواه أحمد).

الصبر على البلاء:

عندما نواجه البلاء والابتلاءات في حياتنا، فإننا نتذكر أن الله تعالى يبتلي عباده الصالحين ليمتحن صبرهم وإيمانهم. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155). لذلك، عندما نبتلى بالمصائب والابتلاءات، فإننا نتحلى بالصبر والجلد، ونعلم أن الله تعالى لن يضيع أجرنا.

التفويض إلى الله:

عندما نواجه الأمور الصعبة والتحديات في حياتنا، فإننا نفوض أمرنا إلى الله تعالى ونترك له تدبير أمورنا. فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ” (الشورى: 53). لذلك، عندما نفوض أمرنا إلى الله تعالى، فإننا نستريح قلوبنا ونتيقن أنه وحده القادر على حل مشاكلنا وتسهيل أمورنا.

الخاتمة:

في الختام، فإن قول الله تعالى: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الصعب سهلا” هو بمثابة وعد من الله تعالى لعباده المؤمنين بأن يسهل لهم أمورهم ويحول الصعب إلى سهل. فعندما نتكل على الله تعالى ونتوكل عليه، وندعوه ونلجأ إليه، ونؤمن بقضائه وقدره ونصبر على البلاء، ونفوض أمرنا إليه، فإننا نستريح قلوبنا ونطمئن نفوسنا ونعلم أن الله تعالى وحده القادر على إعانتنا وتيسير أمورنا وتحويل الصعب إلى سهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *