اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك.

المقدمة:

الحمد لله هو جوهر العبادة وقلبها, وهو أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة, وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى, وهو سبب لرضا الله تعالى عن عباده, وسبب لدخولهم الجنة, فالحمد لله هو مفتاح كل خير, وهو سبب كل سعادة وفلاح.

1. معنى الحمد لله:

– الحمد لله هو الثناء على الله تعالى بجميل صفاته وأسمائه وأفعاله, وهو إظهار الشكر لله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة.

– الحمد لله هو اعتراف العبد بعظمة الله تعالى وقدرته ورحمته, وهو إقرار العبد بأن الله تعالى هو المُنعم عليه في كل شيء, وهو المُتصرف في شؤونه كلها.

– الحمد لله هو تعظيم العبد لله تعالى وإجلاله, وهو اظهار محبة العبد لله تعالى وتوقيره, وهو إظهار العبد خضوعه لله تعالى وانقياده له.

2. فضل الحمد لله:

– الحمد لله هو من أعظم القربات إلى الله تعالى, وهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه, قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأحزاب: 41], وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].

– الحمد لله سبب لرضا الله تعالى عن عباده, فإذا حمد العبد ربه على نعمه, رضي الله عنه وأدخله الجنة, قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

– الحمد لله سبب لدخول الجنة, فمن حمد الله تعالى على نعمه, دخل الجنة بغير حساب, قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ كَبِيرٌ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119].

3. أنواع الحمد لله:

– الحمد لله على النعم الظاهرة: وهو الحمد لله تعالى على نعمه الظاهرة التي يراها العبد ويعرفها, مثل نعمة الصحة, ونعمة العافية, ونعمة الرزق, ونعمة الأمن, ونعمة الأهل والأولاد, ونعمة الوطن, ونعمة الدين, ونعمة العقل, ونعمة العلم, ونعمة القوة, ونعمة الجمال, ونحو ذلك.

– الحمد لله على النعم الباطنة: وهو الحمد لله تعالى على نعمه الباطنة التي لا يراها العبد ولا يعرفها, مثل نعمة الإيمان, ونعمة التقوى, ونعمة الصبر, ونعمة الرضا, ونعمة اليقين, ونعمة المحبة لله تعالى, ونعمة الخوف من الله تعالى, ونعمة الرجاء في الله تعالى, ونحو ذلك.

– الحمد لله على الشدائد والابتلاءات: وهو الحمد لله تعالى على الشدائد والابتلاءات التي تصيب العبد, مثل المرض, والفقر, والمصائب, والأحزان, والهموم, والغموم, ونحو ذلك, وذلك لأن هذه الشدائد والابتلاءات تكون سببًا لرفع درجات العبد عند الله تعالى, وتكون سببًا لزيادة إيمانه وتقواه.

4. آداب الحمد لله:

– أن يكون الحمد لله صادقًا من القلب, لا مجرد ألفاظ تُقال باللسان فقط.

– أن يكون الحمد لله شاملًا لجميع نعم الله تعالى الظاهرة والباطنة.

– أن يكون الحمد لله دائمًا مستمرًا, لا ينقطع إلا بالموت.

– أن يكون الحمد لله جهريًا, بحيث يسمعه الناس ويقتدون به.

– أن يكون الحمد لله خالصًا لله تعالى وحده, لا يُشرك به أحدًا.

5. أسباب حمد الله:

– معرفة العبد بنعم الله تعالى عليه, فكلما ازداد العبد معرفة بنعم الله تعالى عليه, كلما ازداد حمدًا لله تعالى عليها.

– محبة العبد لله تعالى, فكلما ازداد العبد محبة لله تعالى, كلما ازداد حمدًا لله تعالى على نعمه.

– خوف العبد من الله تعالى, فكلما ازداد العبد خوفًا من الله تعالى, كلما ازداد حمدًا لله تعالى على نعمه, خوفًا من أن يُحرم منها.

– رجاء العبد في الله تعالى, فكلما ازداد العبد رجاءً في الله تعالى, كلما ازداد حمدًا لله تعالى على نعمه, رجاءً في أن يزيده منها.

6. ثمار حمد الله:

– رضا الله تعالى عن العبد, فإذا حمد العبد ربه على نعمه, رضي الله عنه وأدخله الجنة.

– زيادة نعم الله تعالى على العبد, فإذا حمد العبد ربه على نعمه, زاد الله تعالى عليه نعمه.

– دخول العبد الجنة, فمن حمد الله تعالى على نعمه, دخل الجنة بغير حساب.

– رفع درجات العبد عند الله تعالى, فكلما ازداد العبد حمدًا لله تعالى, كلما ارتفعت درجاته عند الله تعالى.

7. خاتمة:

الحمد لله هو من أعظم العبادات وأجلها, وهو من أفضل القربات إلى الله تعالى, وهو سبب لرضا الله تعالى عن عباده, وسبب لدخولهم الجنة, فالحمد لله هو مفتاح كل خير, وهو سبب كل سعادة وفلاح, فالحمد لله على كل حال, والشكر لله على كل نعمة, والحمد لله على كل ما قضى وقدر.

أضف تعليق