اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى

اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى

اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى

المقدمة:

الحمد والشكر لله تعالى هما من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد أمرنا الله تعالى في كثير من آيات القرآن الكريم أن نحمده ونشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن نستمر في ذلك حتى يرضى عنا، ففي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَأَيُّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}(النجم:43-55)، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات الكريمة بعضاً من نعمه الظاهرة التي يجب أن نشكره عليها، مثل خلق الزوجين الذكر والأنثى، وإماتتنا وإحيائنا، وإغنائه عنا وإقنائه لنا.

أولاً: فضل الحمد والشكر لله تعالى:

1. الحمد والشكر لله تعالى من أعظم القربات إليه، فقد قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}(البقرة:152)، وقال صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يغل عليهم الدعاء: إمام عادل، وصائم قائم، ودعوة المظلوم”.

2. الحمد والشكر لله تعالى يزيد في نعمه، فقد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7)، وقال صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير”.

3. الحمد والشكر لله تعالى يحفظ العبد من النعم، فقد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَسَبُوا}(الأعراف:96)، وقال صلى الله عليه وسلم: “من أسلف شكر رضي الله عنه، ومن استكثر شكر زاده، ومن استقل شكر جحد”.

ثانياً: أنواع الحمد والشكر لله تعالى:

1. حمد الظاهر: وهو أن يحمد العبد الله تعالى على نعمه الظاهرة، مثل الصحة والعافية، والرزق، والأولاد، والزوجة الصالحة، والبيت المريح، والسيارة الفارهة، وغير ذلك من النعم الظاهرة التي يراها العبد بعينه.

2. حمد الباطن: وهو أن يحمد العبد الله تعالى على نعمه الباطنة، مثل الإيمان بالله تعالى، والإسلام، والإحسان، والعقل، والرشد، والصلاح، وغير ذلك من النعم الباطنة التي لا يراها العبد بعينه.

3. حمد الخاص: وهو أن يحمد العبد الله تعالى على نعمه الخاصة به، مثل أن يعافيه من مرض أو بلاء، أو أن يرزقه بولد صالح، أو أن يوفق في عمله أو دراسته، أو غير ذلك من النعم الخاصة التي أنعم الله تعالى بها عليه.

ثالثاً: كيفية الحمد والشكر لله تعالى:

1. أن يثني العبد على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأن يمجده ويكبره، وأن يشكره على نعمه الظاهرة والباطنة.

2. أن يعبر العبد عن شكره لله تعالى بلسانه، ويكثر من الدعاء له والثناء عليه، وأن يذكره في كل أحواله، سراءً وضراءً.

3. أن يعبر العبد عن شكره لله تعالى بقلبه، بأن يكون شاكراً لله تعالى في سره، وأن يحبه ويخشاه، وأن يتوكل عليه في كل أموره.

رابعاً: آداب الحمد والشكر لله تعالى:

1. أن يكون الحمد والشكر لله تعالى صادراً من قلب خالص، وأن يكون العبد مخلصاً لله تعالى في شكره وحمده.

2. أن يكون الحمد والشكر لله تعالى على الدوام، وفي كل الأحوال، سراءً وضراءً، وأن لا ينقطع العبد عن شكر الله تعالى مهما كانت الظروف.

3. أن يكون الحمد والشكر لله تعالى على النعم الظاهرة والباطنة، وأن لا ينسى العبد أن يشكر الله تعالى على نعمه التي لا يراها بعينه.

خامساً: ثمار الحمد والشكر لله تعالى:

1. رضا الله تعالى عن العبد، ومغفرته لذنوبه، وزيادة نعمه عليه، وحفظه من البلاء والفتن.

2. دخول العبد الجنة، ونيل الدرجات العلى فيها، والفوز برضا الله تعالى، والنعيم المقيم.

3. الشعور بالسعادة والرضا في الدنيا، والراحة النفسية والطمأنينة، والبعد عن القلق والهم والحزن.

سادساً: الأمور التي تمنع من الحمد والشكر لله تعالى:

1. الكفر بالله تعالى، وعدم الاعتراف بنعمه، والتمرد على أوامره ونواهيه.

2. الشرك بالله تعالى، وإشراك غيره معه في العبادة، والدعاء لغيره، والاستعانة بغيره.

3. المعاصي والذنوب، فإنها تحول بين العبد وبين شكر الله تعالى، وتمنعه من نيل رضاه.

سابعاً: الخاتمة:

إن الحمد والشكر لله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد أمرنا الله تعالى في كثير من آيات القرآن الكريم أن نحمده ونشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن نستمر في ذلك حتى يرضى عنا. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لحمده وشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يرضى عنا، وأن يدخلنا جنته، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق