No images found for اللهم مساء الخير
– مقدمة
اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ، عبارةٌ دُعائيَّةٌ يُسْتَحَبُّ قولها عند دخول وقت المساء، أو عند رؤية مفاتن المساء، أو عند سماع صوت الأذان وقت المغرب، وتُقال في كل الأحوال، فهي دعاء عظيم ينفع عند المصائب، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكَ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النمل: 62].
– فضل قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ
1. من السنة النبوية أن يُسلم الإنسان على أخيه المسلم عند لقائه، ويُستحب له أن يُسلم عليه بأي سلام أراد، فيقول له: السلام عليك، أو السلام عليكم، أو عليك السلام، أو عليكم السلام، أما قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ فيُستحب أن يُقال عند رؤية مفاتن المساء، أو عند سماع صوت الأذان وقت المغرب.
2. إنَّ قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ يُعتبر دعاءً عظيمًا، وخصوصًا لمن قالها وقت المغرب، فإنَّها تُحفظ صاحبها في ذلك المساء وفي بقية مساء حياته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قال حين يمسي: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَرَغِبْتُ وَرَهِبْتُ إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قال: فَيُناديه منادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِأَنَّ قَدْ أَمِنْتَ فَطِئْمَنْ”، فإذا قال هذه الكلمات مع اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ، كان في أمان الله وحفظه.
3. إنَّ قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ يُعين العبد على الصبر والرضا بما عند الله، ويمنحه الطمأنينة والسكينة في قلبه، وهو ما يُساعده في مواجهة متاعب الحياة ومشاكلها.
– كيفية قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ
1. يُستحب أن يقولها المسلم عند دخول وقت المساء، أو عند رؤية مفاتن المساء، أو عند سماع صوت الأذان وقت المغرب.
2. يُستحب أن يُقبل المسلم بوجهه إلى القبلة عند قولها، وأن يرفع يديه إلى السماء.
3. يُستحب أن يقولها المسلم بصوتٍ عالٍٍ، حتى يسمعها من حوله، وأن يكررها ثلاث مرات، وأن يستمر في قولها حتى يسمع صوت الأذان، فإن قاله قبل دخول وقت الأذان، فينبغي أن يُعيدها مرة أخرى عند سماع الأذان.
– دلالات قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ
1. اعتراف العبد بفضل الله تعالى، ورحمته الواسعة.
2. استشعار العبد حاجته إلى الله تعالى، وتوكله عليه في جميع أموره.
3. تعبير العبد عن شوقه إلى لقاء الله تعالى، وإيمانه باليوم الآخر.
– مساء الخير في النصوص الشرعية
1. قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
وقال سبحانه: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قال حين يمسي: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَرَغِبْتُ وَرَهِبْتُ إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قال: فَيُناديه منادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِأَنَّ قَدْ أَمِنْتَ فَطِئْمَنْ” رواه الترمذي.
3. عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند المساء: “أَمْسَيْتُ وَأَصْبَحْتُ عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ” رواه مسلم.
– فضائل قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ
1. يُغفر للمسلم ما بين المغرب والعشاء من الذنوب.
2. يستجاب دعاء المسلم في ذلك المساء.
3. ينجو المسلم من كل سوءٍ ومكروه.
– ختام
قول اللَّهُمَّ مَسَاءَ الْخَيْرِ من العبارات العظيمة التي تُقال عند وقت المساء، وهي مستحبة ومُحببة إلى الله تعالى، وفضلها عظيم وواسع، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قولها، فينبغي للمسلم أن يحرص على قولها كل مساء، وأن يجعلها عادةً يومية، لكي ينال فضلها العظيم.