اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي

No images found for اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فإن من أعظم ما يميز المؤمن ويجعله متميزًا عن غيره من الناس هو حسن ظنه بربه، وثقته بأن رحمته وفضله واسعان وكبيران، وأن مغفرته أوسع من ذنوبه.

وقد جاءت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تدل على سعة مغفرة الله تعالى، وأن باب التوبة مفتوح دائمًا للمؤمنين، وأن الله تعالى يقبل التوبة من عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت وكثرت.

اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي:

1. سعة مغفرة الله تعالى:

إن رحمة الله تعالى واسعة وكبيرة، وقد وسعت كل شيء، كما قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)[الأعراف: 156].

إن مغفرة الله تعالى أوسع من ذنوب العباد، مهما عظمت وكثرت، كما قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر: 53].

إن الله تعالى يقبل التوبة من عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت وكثرت، كما قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)[الشورى: 25].

2. شروط قبول التوبة:

الإخلاص لله تعالى في التوبة، أي أن تكون التوبة لله وحده لا لغيره، كما قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ)[النساء: 17].

الندم على الذنب، أي أن يشعر العبد بالندم والحسرة على ما فعله من ذنوب، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)[الأعراف: 153].

العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، أي أن يتعهد العبد لله تعالى بأن لا يعود إلى الذنب الذي تاب منه مرة أخرى، كما قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31].

3. فضل التوبة:

التوبة سبب لمغفرة الذنوب، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)[النساء: 110].

التوبة سبب لرفع الدرجات في الجنة، كما قال تعالى: (لِلَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِمْ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)[القصص: 67].

التوبة سبب لرحمة الله تعالى، كما قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)[الأعراف: 156].

4. أسباب اليأس من رحمة الله تعالى:

سوء الظن بالله تعالى، وعدم الثقة بأن رحمته واسعة وكبيرة، وأن مغفرته أوسع من ذنوب العباد.

الإصرار على الذنوب وعدم التوبة منها، والغرور بقدرة الله تعالى على المغفرة.

الاستهانة بالذنوب وعدم الاعتراف بخطورتها، والاعتقاد بأنها صغيرة ويمكن التهاون فيها.

5. عواقب اليأس من رحمة الله تعالى:

اليأس من رحمة الله تعالى من الكبائر، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[الحجر: 56].

اليأس من رحمة الله تعالى يمنع العبد من التوبة والرجوع إلى الله تعالى، وبالتالي يظل غارقًا في ذنوبه ومعرضًا لعذاب الله تعالى.

اليأس من رحمة الله تعالى يسبب الحزن واليأس والقنوط، وقد يدفع العبد إلى الانتحار والعياذ بالله تعالى.

6. كيف نستعين بالله تعالى على التوبة:

نكثر من الدعاء إلى الله تعالى بأن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا، كما قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)[المؤمنون: 118].

نكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار له، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آل عمران: 135].

نكثر من التصدق على الفقراء والمساكين، كما قال تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تُبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 267].

7. خاتمة:

إن الله تعالى واسع المغفرة ورحمته كبيرة، وأن مغفرته أوسع من ذنوب العباد، مهما عظمت وكثرت.

وأن باب التوبة مفتوح دائمًا للمؤمنين، وأن الله تعالى يقبل التوبة من عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت وكثرت.

وأن علينا أن نحسن ظننا بالله تعالى وأن نثق بأن رحمته واسعة وكبيرة، وأن لا نيأس من رحمته مهما عظمت ذنوبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *