اللهم من اراد بي السوء

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم من أراد بي السوء

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الحسد من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، وقد حذرنا الله عز وجل منه في كتابه الكريم، فقال سبحانه: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107].

وقد ورد في السنة النبوية المطهرة الكثير من الأحاديث التي تحذر من الحسد، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.

أسباب الحسد

الحسد مرض قلبي يولد مع الإنسان، وقد ينشأ بسبب عوامل خارجية مثل:

1. التنافس الشديد: عندما يتنافس شخصان أو أكثر على شيء ما، فقد يشعر أحدهما بالحسد تجاه الآخر إذا كان أكثر منه حظًا أو نجاحًا.

2. عدم الرضا بالقسمة: قد يحسد الشخص الآخر على ما قسمه الله له من نعم، سواء كانت مادية أو معنوية.

3. حب الذات: عندما يحب الإنسان نفسه أكثر من اللازم، فقد يميل إلى الحقد على الآخرين الذين يرونهم أفضل منه.

4. ضعف الإيمان: قد يكون الحسد ناتجًا عن ضعف الإيمان بالله تعالى وقضائه وقدره، حيث يعتقد الشخص أن ما يملكه الآخرون هو من حقه هو.

أنواع الحسد

الحسد نوعان:

1. الحسد المحمود: هو أن يتمنى المرء أن يكون لديه ما لدى الآخرين من نعم، مع الدعاء والعمل لتحقيق ذلك، وهذا النوع من الحسد لا حرج فيه، بل إنه مندوب إليه.

2. الحسد المذموم: هو أن يتمنى المرء زوال النعمة عن الآخرين، وهذا النوع من الحسد حرام شرعًا، وهو من كبائر الذنوب.

أضرار الحسد

الحسد مرض قاتل يدمر صاحبه جسديًا وروحانيًا، ومن أضراره:

1. أضرار جسدية: قد يؤدي الحسد إلى الإصابة بأمراض نفسية وجسدية، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والصداع وآلام المعدة.

2. أضرار نفسية: يسبب الحسد لصاحبه الحقد والكراهية والعداوة تجاه الآخرين، كما أنه يجعله غير قادر على الاستمتاع بما لديه من نعم.

3. أضرار دينية: الحسد من كبائر الذنوب، وهو سبب لدخول النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب” [أبو داود].

كيفية الوقاية من الحسد

1. تعزيز الإيمان بالله تعالى: يجب على الإنسان أن يقوي إيمانه بالله تعالى وقضائه وقدره، وأن يوقن بأن ما قسمه الله له هو خير له، وأن ما حرمه الله عنه هو شر له.

2. الدعاء والذكر: يجب على الإنسان أن يدعو الله تعالى أن يحفظه من الحسد، وأن يحفظه من شرور الناس، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، فإن الذكر يطرد الشياطين ويحصن الإنسان من شرورهم.

3. التحصن بالأذكار والأدعية: من أفضل الأذكار والأدعية التي تحصن الإنسان من الحسد:

قراءة سورة الفاتحة والمعوذتين (سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس) ثلاث مرات صباحًا ومساءً.

قراءة آية الكرسي (آية 255 من سورة البقرة) عند النوم.

قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر.

كيفية التعامل مع الحسد

إذا شعر الإنسان أنه محسود، فعليه أن يتبع الخطوات التالية:

1. الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

2. قراءة سورة الفاتحة والمعوذتين (سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس) ثلاث مرات.

3. الدعاء إلى الله تعالى أن يرفق به ويحفظه من شر الحاسدين.

4. التصدق بالمال أو الطعام أو الملابس، فإن الصدقة تدفع البلاء وترد الحسد.

5. زيارة طبيب نفسي مختص إذا كان الحسد شديدًا ويؤثر على حياة الإنسان.

الخاتمة

الحسد مرض خطير يهدد صحة الإنسان الجسدية والنفسية والدينية، ويجب على الإنسان أن يتقي شر الحسد بالوقاية منه ومعالجته إذا أصيب به.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا من الحسد ومن شرور الناس، وأن يرزقنا القناعة والرضا بما قسم لنا من نعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *