بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم وفقني فإن التوفيق من عندك
مقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فالتوفيق من الله عز وجل، وهو وحده الذي يوفق من يشاء من عباده، ومن طلب التوفيق منه سبحانه وتعالى فقد طلب الخير كله، لأن التوفيق يهيئ العبد لكل خير، ويجنبه كل شر، وهو سبب الظفر والفوز في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا يدعو ربه بالتوفيق، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.
أسباب التوفيق:
1. الإيمان بالله تعالى:
الإيمان بالله تعالى هو أول وأهم أسباب التوفيق، لأن المؤمن يعلم أن الله هو المدبر لكل شيء، وأن التوفيق بيده وحده، فيلجأ إليه وحده، ويسأله التوفيق في كل أموره، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3].
2. التقوى:
التقوى هي اجتناب المحرمات والشبهات، وهي من أهم أسباب التوفيق، لأنها تجعل العبد قريبًا من الله تعالى، ومحببًا إليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201].
3. الإخلاص:
الإخلاص هو أن يجعل العبد عمله كله لله تعالى، ولا يشرك به أحدًا، والإخلاص من أهم أسباب التوفيق، لأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5].
4. الدعاء:
الدعاء من أهم أسباب التوفيق، لأن العبد عندما يدعو ربه بالتوفيق فإنه يقر بأن التوفيق بيده وحده، ويسأله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
5. الاستغفار:
الاستغفار من الذنوب من أهم أسباب التوفيق، لأن الذنوب تحجب العبد عن ربه، وتجعله غير مستحق لتوفيقه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].
6. الصبر:
الصبر على الطاعة وعلى المصيبة من أهم أسباب التوفيق، لأن الصبر يجعل العبد قادرًا على مواجهة الصعوبات والتحديات، والوصول إلى أهدافه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].
7. الشكر:
شكر الله تعالى على نعمه من أهم أسباب التوفيق، لأن الشكر يجعل العبد يستحق المزيد من النعم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
ثمار التوفيق:
1. الفوز بالجنة:
التوفيق من الله تعالى هو سبب الفوز بالجنة، لأن التوفيق يهيئ العبد لكل خير، ويجنبه كل شر، ومن فاز بالتوفيق في الدنيا فقد فاز بالجنة في الآخرة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 8].
2. النجاح في الدنيا والآخرة:
التوفيق من الله تعالى هو سبب النجاح في الدنيا والآخرة، لأن التوفيق يهيئ العبد لكل خير، ويجنبه كل شر، ومن وفق في الدنيا فقد وفق في الآخرة، وقد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: 5-10].
3. المحبة من الله تعالى ومن الناس:
التوفيق من الله تعالى هو سبب محبة الله تعالى للعبد، ومحبة الناس له، لأن التوفيق يجعل العبد محبوبًا من الله تعالى ومن الناس، وقد قال الله تعالى: