الله على الظالم

الله على الظالم

الله على الظالم

مقدمة

إن الظلم من أبشع الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، فهو داء فتاك يقضي على الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة، وهو ظلم للنفوس واعتداء على الحقوق، وقد حذر الله تعالى من الظلم وجعل له عقوبات صارمة في الدنيا والآخرة، فما هو الظلم؟ وما عواقبه؟ وكيف يمكننا الوقاية منه؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الظلم

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو ضد العدل والإنصاف، يمكن أن يكون الظلم فرديًا أو جماعيًا، مباشرًا أو غير مباشر، ويأخذ أشكالًا عديدة، منها:

ظلم النفس: وهو التقصير في حقها وعدم القيام بواجباتها، كما قال تعالى: {وَلا تَظْلِمُوا أَنفُسَكُمْ} [البقرة: 281]، وقد يكون ظلم النفس بارتكاب المعاصي والفواحش، أو بالتكاسل عن العبادات والواجبات.

ظلم الآخرين: وهو الاعتداء على حقوقهم والتعدي عليهم، كما قال تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا} [الأنعام: 151]، ويمكن أن يكون ظلم الآخرين ماديًا أو معنويًا، مباشرًا أو غير مباشر.

ظلم المجتمع: وهو الإخلال بالنظام العام وخرق القوانين، كما قال تعالى: {وَلا تَفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} [الأعراف: 85]، وقد يكون ظلم المجتمع فرديًا أو جماعيًا، مباشرًا أو غير مباشر.

عواقب الظلم

للظلم عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، منها:

في الدنيا: يعرض الظالم نفسه للكراهية والبغضاء من الناس، كما قال تعالى: {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} [غافر: 28]، وقد يؤدي الظلم إلى حدوث الفتن والاضطرابات في المجتمع، كما قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} [الحجرات: 9].

في الآخرة: يعد الظلم من الكبائر التي يعاقب عليها الله تعالى في الآخرة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس: 44]، ومن عقوبات الظالم في الآخرة:

الدخول في النار: قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا} [الجن: 17].

الخزي والهوان: قال تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهَا عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111].

عذاب القبر: قال تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 34].

كيف نقي أنفسنا من الظلم؟

هناك عدة خطوات يمكننا اتباعها لحماية أنفسنا من الظلم، منها:

تقوى الله: قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تَظْلِمُوا} [البقرة: 183]، فتقوى الله هي أساس الوقاية من الظلم، فهي تمنع الإنسان من التعدي على حقوق الآخرين أو الاعتداء عليهم.

العلم بالعدل: قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90]، فالعلم بالعدل يساعد الإنسان على معرفة الحقوق والواجبات، وبالتالي تجنب الظلم والاعتداء على الآخرين.

التربية الصالحة: تلعب التربية الصالحة دورًا مهمًا في الوقاية من الظلم، فهي تغرس في نفوس الأطفال منذ الصغر حب العدل والإنصاف، وتحذرهم من الظلم والتعدي على الآخرين.

مراقبة النفس: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18]، فمراقبة النفس تساعد الإنسان على محاسبة نفسه وتجنب الظلم والاعتداء على الآخرين.

اللجوء إلى الله: قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، فإذا شعر الإنسان أنه مظلوم فعليه باللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه، فالله تعالى هو الحافظ وهو المنتقم.

خاتمة

الظلم من أبشع الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، وهو ظلم للنفوس واعتداء على الحقوق، وقد حذر الله تعالى من الظلم وجعل له عقوبات صارمة في الدنيا والآخرة، ويمكننا الوقاية من الظلم باتباع الخطوات التي ذكرناها في هذا المقال، فتقوى الله والعلم بالعدل والتربية الصالحة ومراقبة النفس واللجوء إلى الله، تساعدنا على تجنب الظلم والاعتداء على الآخرين.

أضف تعليق