المقدمة:
المرأة خلقت من ضلع أعوج، هذه المقولة المأثورة التي تتردد على ألسنة الكثير من المسلمين، ولها دلالات مختلفة، فمنهم من يرى أنها تعني أن المرأة ناقصة العقل والدين، وأنها خلقت لتكون تابعًا للرجل، ومنهم من يرى أنها تعني أن المرأة مخلوق ضعيف، ولابد من معاملتها برفق ولين، وفي هذا المقال سوف نناقش هذه المقولة من جميع جوانبها، وسنرى ما هي حقيقتها، وما هي الدلالات التي تحملها.
المرأة خلقت من ضلع أعوج:
ذكرنا في المقدمة أن هناك اختلافًا في فهم هذه المقولة، فمنهم من يرى أنها تعني أن المرأة ناقصة العقل والدين، وأنها خلقت لتكون تابعًا للرجل، وهذا الفهم خاطئ تمامًا، فالمرأة خلقت من ضلع أعوج، أي من جزء منحني، وهذا لا يعني أنها ناقصة العقل والدين، بل يعني أنها مخلوق مختلف عن الرجل، ولها خصائصها ومميزاتها الخاصة، وليس من حق الرجل أن يقلل من شأنها أو أن ينظر إليها على أنها أقل منه منزلة.
المرأة مخلوق ضعيف:
المرأة مخلوق ضعيف جسديًا، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، لكن هذا لا يعني أنها ضعيفة معنويًا أو عقليًا، فالمرأة قوية جدًا، وهي قادرة على تحمل الكثير من الصعوبات والمشقات، وهي قادرة على التغلب على التحديات التي تواجهها، فالمرأة هي أم، وهي زوجة، وهي أخت، وهي ابنة، وهي تعمل وتساهم في المجتمع، وهي قادرة على فعل الكثير من الأشياء التي لا يستطيع الرجل فعلها، فهي قوية جدًا، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى الحماية والرعاية.
المرأة خلقت لتكون تابعًا للرجل:
هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، فالمرأة خلقت لتكون شريكًا للرجل، وليس تابعًا له، والمشاركة بين الرجل والمرأة تعني التعاون والتفاهم والاحترام المتبادل، وليس يعني أن الرجل هو السيد والمرأة هي الخادم، فالمرأة لها حقوقها وعليها واجباتها، وللرجل حقوقه وعليه واجباته، وكلاهما مكمل للآخر، وكلاهما ضروري لبناء أسرة سعيدة ومجتمع متكامل.
المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية:
المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية، وهذا يعني أن لهما نفس الحقوق والواجبات، وأن لا يجوز لأي منهما أن يميز ضد الآخر، فالمرأة لها حق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، ولها حق اختيار زوجها بحرية، ولها حق الطلاق، ولها حق الحضانة، ولها حق الميراث، ولها كل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، ولا يجوز لأي أحد أن ينتقص من هذه الحقوق.
المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض:
المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض، فالمرأة تتميز بالحنو والرقة والعاطفة، بينما يتميز الرجل بالقوة والصلابة والعقلانية، وهذا التكامل ضروري لبناء أسرة سعيدة ومجتمع متكامل، فالمرأة هي التي تهتم بالأطفال وتوفر لهم الرعاية والحنان، بينما الرجل هو الذي يعمل ويكسب المال وينفق على الأسرة، وكلاهما ضروري لبناء أسرة سعيدة ومستقرة.
المرأة هي نصف المجتمع:
المرأة هي نصف المجتمع، وهذا يعني أنها تلعب دورًا مهمًا في بناء المجتمع وتقدمه، فالمرأة هي الأم التي تربي الأطفال وتربيتهم على الأخلاق الحميدة، وهي الزوجة التي تدعم زوجها وتساعده على تحقيق أهدافه، وهي الأخت التي تحب إخوتها وتساعدهم في أوقات الشدة، وهي الابنة التي تحترم والديها وتبرهما، وهي العاملة التي تساهم في تنمية المجتمع واقتصاده.
الخاتمة:
المرأة خلقت من ضلع أعوج، وهذا يعني أنها مخلوق مختلف عن الرجل، ولها خصائصها ومميزاتها الخاصة، وهي ليست ناقصة العقل والدين، وليست ضعيفة جسديًا أو معنويًا، وليست تابعة للرجل، بل هي شريكه