مقدمة
كان النبي زكريا عليه السلام من أنبياء الله الصالحين، وقد اصطفاه الله تعالى وجعله من رسله إلى قومه. وقد اشتهر النبي زكريا عليه السلام بصومه عن الكلام لمدة من الزمن، وذلك لأسباب مختلفة. وفي هذا المقال، سنتناول قصة صوم النبي زكريا عليه السلام عن الكلام بالتفصيل.
قصته قبل النبوة
كان زكريا عليه السلام رجلاً صالحًا تقياً، وكان يعمل نجارًا. وكان متزوجًا من امرأة عاقر، تدعى اليصابات، وكانت هي أيضًا امرأة صالحة تقية. وكان زكريا عليه السلام يتمنى أن يرزقه الله تعالى بولد، وكان يدعو الله تعالى كثيرًا أن يمن عليه بذلك.
بشائر النبوة وولادة يحيى
وفي أحد الأيام، بينما كان زكريا عليه السلام يصلي في المحراب، جاءه ملك من الملائكة وبشره بأن الله تعالى قد استجاب دعاءه وسيرزقه بولد اسمه يحيى. ففرح زكريا عليه السلام بذلك كثيرًا، وسجد لله تعالى شكراً. ولكن زكريا عليه السلام تعجب من ذلك، لأنه كان شيخًا كبيرًا، وكانت زوجته عاقرًا.
صوم زكريا عليه السلام عن الكلام
بعد أن بشر زكريا عليه السلام بولادة يحيى عليه السلام، أصابه الرعب، فلم يصدق أنه سيولد له ابن وهو في هذا السن. فضحك ساخراً من قول الملاك. فعاقبه الله تعالى بحرمانه من الكلام لمدة من الزمن. فكان لا يتكلم إلا بالإشارة.
حكمته من صومه عن الكلام
كانت حكمة الله تعالى من صوم النبي زكريا عليه السلام عن الكلام هي أن يمتحنه ويختبره، وأن يرى مدى صبره وتحمله. وقد نجح النبي زكريا عليه السلام في هذا الاختبار، فقد صبر وتحمل وصمد، ولم يتكلم إلا بالإشارة.
فك الله تعالى لعقده
بعد أن انتهت المدة التي حددها الله تعالى لنبي الله زكريا عليه السلام، فك الله تعالى عقده، وجعله يتكلم مرة أخرى. فحمد الله تعالى، وشكر الله على نعمه، وأثنى على الله تعالى بما هو أهله.
دروس وعبر من قصة صوم زكريا عليه السلام عن الكلام
هناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن نتعلمها من قصة صوم النبي زكريا عليه السلام عن الكلام، ومن أهمها:
1. أهمية الصبر والتحمل في مواجهة الشدائد والابتلاءات.
2. أهمية الإيمان بالله تعالى وتوكل الله عليه.
3. أهمية الدعاء إلى الله تعالى والإلحاح في الدعاء.
خاتمة
في الختام، فإن قصة صوم النبي زكريا عليه السلام عن الكلام هي قصة عظيمة مليئة بالعبر والدروس. وهي قصة تدعونا إلى الصبر والتحمل والتوكل على الله تعالى والإلحاح في الدعاء. وهي قصة تدعونا إلى الإيمان بالله تعالى والإيمان باليوم الآخر.