الوجيز في أصول الفقه

الوجيز في أصول الفقه

الوجيز في أصول الفقه للإمام ابن رشد الجد (520 هـ – 595 هـ) من أهم وأشهر المتون في أصول الفقه عند المالكية، بل عند أهل السنة عموماً، وهو متن مختصر جامع مانع سهل العبارة، دقيق التقسيم، واضح الأفكار، وممن وضع شرحاً مفيداً عليه الإمام أبو زكريا يحيى النووي (توفي 676 هـ).

مصادر أصول الفقه

تعددت مصادر أصول الفقه عند الإمام ابن رشد الجد، وهي على سبيل الحصر:

– القرآن الكريم: القرآن الكريم هو المصدر الأول لأصول الفقه، وهو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حجة قطعية على المسلمين، ولا يجوز مخالفته أو تأويله إلا بدليل قطعي مثله.

– السنة النبوية: السنة النبوية هي أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وهي المصدر الثاني لأصول الفقه بعد القرآن الكريم، وهي حجة قطعية على المسلمين، ولا يجوز مخالفتها أو تأويلها إلا بدليل قطعي مثله.

– الإجماع: الإجماع هو اتفاق جميع أهل العلم على حكم شرعي، وهو المصدر الثالث لأصول الفقه بعد القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو حجة قطعية على المسلمين، ولا يجوز مخالفته أو تأويله إلا بدليل قطعي مثله.

– القياس: القياس هو استنباط حكم شرعي من حكم آخر معلوم، وذلك بجامع مشترك بينهما، وهو المصدر الرابع لأصول الفقه بعد القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، وهو حجة ظنية على المسلمين، يجوز مخالفته أو تأويله بدليل أقوى منه.

– الاستحسان: الاستحسان هو تخصيص حكم عام بحكم آخر أرجح منه، وذلك لمصلحة راجحة، وهو المصدر الخامس لأصول الفقه بعد القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والقياس، وهو حجة ظنية على المسلمين، يجوز مخالفته أو تأويله بدليل أقوى منه.

أقسام أصول الفقه

قسم الإمام ابن رشد الجد أصول الفقه إلى قسمين رئيسيين، هما:

– الأصول العامة: وهي الأصول التي تتعلق بكيفية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها، مثل: الأدلة الشرعية، والاجتهاد، والتقليد، والترجيح.

– الأصول الخاصة: وهي الأصول التي تتعلق بتفاصيل الأحكام الشرعية، مثل: أحكام العبادات، وأحكام المعاملات، وأحكام الأحوال الشخصية.

أدلة الأحكام الشرعية

قسم الإمام ابن رشد الجد أدلة الأحكام الشرعية إلى أربعة أقسام، وهي:

– الدليل القطعي: وهو الدليل الذي لا يحتمل احتمالاً معقولاً، مثل: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع.

– الدليل الظني: وهو الدليل الذي يحتمل احتمالاً معقولاً، مثل: القياس والاستحسان.

– الدليل الراجح: وهو الدليل الذي يكون أقوى من الدليل المخالف له، مثل: القياس على النص.

– الدليل المرجوح: وهو الدليل الذي يكون أضعف من الدليل المخالف له، مثل: القياس على الظاهر.

الاجتهاد والتقليد

قسم الإمام ابن رشد الجد الاجتهاد إلى قسمين رئيسيين، هما:

– الاجتهاد المطلق: وهو الاجتهاد الذي يكون فيه المجتهد مطلق التصرف في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها، دون التقيد بمذهب معين.

– الاجتهاد المذهبي: وهو الاجتهاد الذي يكون فيه المجتهد مقيداً بمذهب معين، ولا يجوز له الخروج عنه.

أما التقليد، فهو قبول قول المجتهد دون النظر في دليله، وهو جائز للمقلد إذا كان غير قادر على الاجتهاد، أو إذا كان لا يريد أن يجتهد.

الترجيح

الترجيح هو عملية اختيار الدليل الأقوى من بين الأدلة المتعارضة، وقد وضع الإمام ابن رشد الجد عدة قواعد للترجيح، منها:

– ترجيح الدليل القطعي على الدليل الظني.

– ترجيح الدليل الخاص على الدليل العام.

– ترجيح الدليل الناص على الدليل الظاهر.

– ترجيح الدليل الذي يوافق إجماع المسلمين على الدليل الذي لا يوافقه.

الاجتهاد الجماعي

الاجتهاد الجماعي هو اجتهاد مجموعة من المجتهدين في مسألة واحدة، وقد وضع الإمام ابن رشد الجد عدة قواعد للاجتهاد الجماعي، منها:

– أن يكون المجتهدون من أهل الاجتهاد المطلق.

– أن يكونوا متفقين على المسألة التي يريدون الاجتهاد فيها.

– أن يكونوا قد اطلعوا على جميع الأدلة المتعلقة بالمسألة.

– أن يكونوا قد اجتهدوا فيها اجتهاداً تاماً.

الخاتمة

الوجيز في أصول الفقه للإمام ابن رشد الجد من أهم وأشهر المتون في أصول الفقه عند المالكية، بل عند أهل السنة عموماً، وهو متن مختصر جامع مانع سهل العبارة، دقيق التقسيم، واضح الأفكار، وممن وضع شرحاً مفيداً عليه الإمام أبو زكريا يحيى النووي (توفي 676 هـ).

أضف تعليق