الوليد بن عبدالملك
الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموي، ثالث الخلفاء الأمويين، أبو العباس، وُلِد عام 668، وتوفي عام 715م، حكم الدولة الأموية من عام 705 حتى عام 715، وكان عهده من أعظم عهود الدولة الأموية، حيث شهدت الدولة في عهده توسعًا كبيرًا، وازدهارًا اقتصاديًا وعلميًا وثقافيًا.
نشأته وتعليمه:
نشأ الوليد بن عبدالملك في بيئة ملكية، وتلقى تعليمًا جيدًا، فقد حفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة العربية والآداب، كما درس الفقه والتاريخ، وكان يجيد الفارسية والرومية.
وصوله إلى الحكم:
تولى الوليد بن عبدالملك الخلافة بعد وفاة والده عبدالملك بن مروان عام 705، وكان حينها في السابعة والثلاثين من عمره، وكان أول ما فعله بعد توليه الحكم هو تأكيد ولاء الجيش له، وإخضاع بعض المناطق التي كانت قد خرجت عن سيطرة الدولة الأموية.
إنجازاته:
حقق الوليد بن عبدالملك العديد من الإنجازات خلال فترة حكمه، منها:
الفتوحات الإسلامية: توسعت الدولة الأموية في عهده بشكل كبير، فقد فتح المسلمون في عهده بلاد المغرب والأندلس، كما فتحوا بعض المناطق في الهند ووسط آسيا، وأصبحت الدولة الأموية في عهده أكبر دولة في العالم.
البناء والإعمار: اهتم الوليد بن عبدالملك بالبناء والإعمار، فقد بنى العديد من المساجد والقصور والقناطر، ومن أشهر هذه المباني المسجد الأموي في دمشق وقصر الحير الشرقي في البادية السورية.
العلوم والثقافة: شجع الوليد بن عبدالملك العلوم والثقافة، فقد أنشأ العديد من المدارس والجامعات، وأمر بترجمة الكتب العلمية والفلسفية من اليونانية والفارسية إلى العربية، وكان من أشهر العلماء في عهده الطبيب جابر بن حيان.
أعماله:
غزواته: قاد الوليد بن عبدالملك العديد من الغزوات بنفسه، وكان من أشهر غزواته غزوة القسطنطينية، والتي انتهت بهزيمة المسلمين.
إصلاحاته الإدارية: أجرى الوليد بن عبدالملك العديد من الإصلاحات الإدارية، منها تقسيم الدولة إلى ولايات، وتعيين ولاة عليها، كما أنشأ ديوان الخراج لتنظيم عملية جمع الضرائب.
سياسته الخارجية: اتبع الوليد بن عبدالملك سياسة خارجية قوية، فقد عقد معاهدة سلام مع الإمبراطورية البيزنطية، كما تحالف مع الخزر ضد الامبراطورية البيزنطية.
وفاته:
توفي الوليد بن عبدالملك عام 715م، عن عمر يناهز 47 عامًا، بعد أن حكم الدولة الأموية لمدة عشر سنوات، وخلفه في الحكم أخوه سليمان بن عبدالملك.
خلاصة:
كان الوليد بن عبدالملك أحد أعظم الخلفاء الأمويين، فقد حقق العديد من الإنجازات خلال فترة حكمه، وازدهرت الدولة الأموية في عهده بشكل كبير، إلا أن فترة حكمه لم تكن خالية من التحديات، فقد واجه العديد من المشاكل الداخلية والخارجية، لكنه تمكن من التغلب عليها جميعًا.