الوهاب من أسماء الله الحسنى: عطاء بلا حدود
مقدمة
الحمد لله الذي وهبنا نعمة الوجود، ورزقنا من فضله ما لا يحصى، وأسبغ علينا من نعمه ظاهرة وباطنة، فلا يسعنا إلا أن نقول: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن لله سبحانه وتعالى أسماء حسنى وصفات عليا، وكل اسم من أسمائه الحسنى له مدلول ومعنى خاص، ومن هذه الأسماء اسم “الوهاب”، وهو من الأسماء التي تدل على كرم الله تعالى وجوده وعطائه، وهو الذي يهب بلا حدود ولا ينتظر المقابل.
أولاً: معنى اسم الوهاب
الوهاب هو اسم مشتق من الفعل “وهب”، والذي يعني العطاء بلا مقابل، وهو اسم فعال يدل على كثرة العطاء والهبة.
يقال: وهب فلان لفلان شيئًا، أي أعطاه شيئًا بلا مقابل، ويقال: وهب الله له كذا وكذا، أي رزقه الله وأعطاه من فضله.
ويسمى الله تعالى بالوهّاب لأنه سبحانه وتعالى هو الذي يهب لعباده الكثير من النعم والخيرات، وهو الذي يعطيهم ما يريدون من خير الدنيا والآخرة.
ثانيًا: دلائل على اسم الوهاب في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الْوَهَّابُ﴾ [المؤمن: 34].
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَوَهَّابٌ﴾ [الشورى: 19].
وقال تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا وَهَّابًا﴾ [سبأ: 3].
ثالثًا: صفات الوهاب
الوهاب هو الكريم الذي يعطي بلا مقابل، وهو الذي يعطي الكثير والكثير من النعم والخيرات، وهو الذي يعطي بلا من ولا أذى.
الوهاب هو الجواد الذي يعطي من فضله ورحمته، وهو الذي يعطي حتى ولو كان عطاؤه لا يستحق، وهو الذي يعطي حتى ولو كان عطاؤه على من أساء إليه.
الوهاب هو المنعم الذي ينعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، وهو الذي يرزقهم من حيث لا يحتسبون، وهو الذي يعطيهم فوق ما يتمنون.
رابعًا: مظاهر اسم الوهاب في الكون
خلق الله سبحانه وتعالى الكون بأسره من العدم، وهذه أكبر هبة من الله تعالى لعباده، فالكوكب الأرضي الذي نعيش عليه، والسماء والنجوم والكواكب، كلها من نعم الله وفضله.
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، ومنحه الكثير من النعم والخيرات، من العقل والسمع والبصر والصحة وغير ذلك، وكل هذه النعم من عطاء الله تعالى.
رزق الله سبحانه وتعالى الإنسان من فضله، وأعطاه من الرزق ما يكفيه، وكل هذا الرزق من هبات الله تعالى.
خامسًا: حكم معرفة اسم الوهاب
معرفة اسم الوهاب من أسماء الله الحسنى من أهم صفات المؤمنين، فهي تدل على التوحيد بالربوبية لله سبحانه وتعالى، والإيمان بأنه وحده هو الذي يهب النعم والخيرات.
معرفة اسم الوهاب من أسماء الله الحسنى تبعث في نفس المؤمن روح اليقين والطمأنينة، فهو يعلم أن الله تعالى هو الذي يرزقه ويهبه من فضله، فيطمئن قلبه ويسكن خاطره.
معرفة اسم الوهاب من أسماء الله الحسنى تدفع المرء إلى شكر الله تعالى على نعمه وفضله، وحمده على عطائه، فيكون شاكرا لله تعالى على ما أعطاه.
سادسًا: فضل الدعاء باسم الوهاب
الدعاء باسم الوهاب من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه، فهو اسم من أسماء الله الحسنى التي تدل على كرمه وجوده وعطائه.
إذا دعا العبد ربه باسم الوهاب، فإن الله تعالى يهب له من فضله، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويستجيب لدعائه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق الوهابين عليك، أن تهب لي كذا وكذا، فإن الله تعالى يهبه ذلك” [رواه الترمذي].
سابعًا: آداب التعامل مع اسم الوهاب
إذا ذكر العبد اسم الوهاب، فليحمد الله تعالى على نعمه وفضله، وليشكره على عطائه، وليسبح بحمده.
إذا دعا العبد ربه باسم الوهاب، فليتضرع إليه ويدعوه بكثرة، وليلح عليه في الدعاء، وليكن على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.
إذا حصل العبد على نعمة من الله تعالى، فليحمد الله تعالى على هذه النعمة، وليشكر الله تعالى على عطائه، وليستعمل هذه النعمة فيما يرضي الله تعالى.
خاتمة
إن اسم الوهاب من أسماء الله الحسنى التي تدل على كرمه وجوده وعطائه، وهو من أفضل الأسماء التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه، فإذا دعا العبد ربه باسم الوهاب، فإن الله تعالى يهب له من فضله، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويستجيب لدعائه، فالحمد لله رب العالمين.