إماطة الأذى عن الطريق: عبادة عظيمة واجب على كل مسلم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فإن إماطة الأذى عن الطريق من الأمور العظيمة التي حث عليها الإسلام، وجعلها عبادة يؤجر عليها الفاعل ويثاب عليها عند الله – عز وجل -، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
ولا شك أن هذا الحديث يدل على فضل إماطة الأذى عن الطريق، وأنها من الأمور التي ينال بها المسلم الأجر والثواب من الله – عز وجل -.
1. فضل إماطة الأذى عن الطريق:
– إماطة الأذى عن الطريق عبادة عظيمة، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً أو عظمًا أو حجرًا من طريق الناس، كتب الله له حسنة».
– إماطة الأذى عن الطريق سبب لدخول الجنة، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً من طريق الناس، كتب الله له بها درجة في الجنة».
– إماطة الأذى عن الطريق سبب لستر العيوب، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً من طريق الناس، ستر الله عيوبه يوم القيامة».
2. أنواع الأذى الذي ينبغي إماطته عن الطريق:
– الحجارة والأشواك والعظام وكل ما قد يؤذي المارة في الطريق، ويجب إماطته وإزالته عن الطريق.
– الأتربة والغبار، ويجب تنظيف الطريق منها وإزالة ما قد يعيق حركة المارة أو يسبب لهم الأذى.
– المياه الراكدة والمستنقعات، ويجب تجفيفها وإزالتها لأنها قد تكون مسببة للأمراض وتضر بالمارة.
3. حكم إماطة الأذى عن الطريق:
– إماطة الأذى عن الطريق واجب على كل مسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
– إماطة الأذى عن الطريق سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يفعل ذلك بنفسه ويحث صحابته على فعله.
– إماطة الأذى عن الطريق من أعمال البر التي يتقرب بها المسلم إلى الله – عز وجل -، وينال بها الأجر والثواب منه.
4. كيفية إماطة الأذى عن الطريق:
– يمكن إماطة الأذى عن الطريق بطرق وأساليب عديدة، مثل:
– إزالة الحجارة والأشواك والعظام من الطريق باستخدام الأدوات المناسبة لذلك.
– تنظيف الطريق من الأتربة والغبار باستخدام المكنسة أو الماء.
– تجفيف المياه الراكدة والمستنقعات باستخدام المضخة أو غيرها من الوسائل.
– يمكن أيضا إماطة الأذى عن الطريق من خلال زراعة الأشجار على جانبي الطريق، حيث تعمل الأشجار على إزالة الأتربة والغبار من الهواء، وتساعد على امتصاص المياه الزائدة من الأرض، كما أنها تحجب أشعة الشمس وتوفر الظل للمارة.
5. ثواب إماطة الأذى عن الطريق:
– من إماطة الأذى عن الطريق يدخل الجنة، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً من طريق الناس، كتب الله له بها درجة في الجنة».
– من إماطة الأذى عن الطريق يستجاب دعائه، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً من طريق الناس، كتب الله له بها حسنة، واستجاب له دعوة».
– من إماطة الأذى عن الطريق يكتب له الجهاد في سبيل الله، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع شوكةً من طريق الناس، كتب الله له بها صدقة، وكتب له بها جهادا في سبيل الله».
6. قصص عن إماطة الأذى عن الطريق:
– روى الإمام البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه -، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحجر في الطريق، فأخذه وألقاه بعيدا، ثم قال: «إني لأنقله من طريق المسلمين، أحب أن يدخلني الله الجنة».
– روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يجر شوكة في الطريق، فقال له: «ما هذا؟»، قال: شوكة في الطريق، قال: «انزعها»، قال: يا رسول الله، إنها تؤذيني، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وألقاها بعيدا.
– روى الإمام النسائي في سننه عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نَزَع حجرا من طريق الناس، كتب الله له عشر حسنات، ومن نَزَع شوكةً من طريق الناس، كتب الله له سبع حسنات».
7. الخاتمة:
ختامًا.. فإن إماطة الأذى عن الطريق عبادة عظيمة، واجب على كل مسلم ومسلمة، لما فيها من ثواب عظيم وأجر كبير عند الله – عز وجل -، كما أنها سبب لدخول الجنة وسبب لستر العيوب، وسبب لاندفاع البلاء والشر عن المارة والمسافرين، فينبغي أن نحرص عليها ونفعلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.