مقدمة
الصفا والمروة هما جبلان صغيران يقعان في مكة المكرمة، وهما من شعائر الله التي أمر بها إبراهيم عليه السلام، وقد ثبت ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].
سبب تسمية الصفا والمروة
سمي جبل الصفا بهذا الاسم لأنه كان المكان الذي وقفت عليه السيدة هاجر رضي الله عنها تنظر منه إلى ولدها إسماعيل عليه السلام الذي تركته تحت شجرة السدرة عندما تركها إبراهيم عليه السلام وأسماعيل صغير السن في هذا المكان، فلما نظرت من الصفا لم تره، فسعت إلى المروة فلم تره، ثم رجعت إلى الصفا فلم تره، ثم رجعت إلى المروة فوجدته عندها، فقال لها جبريل: “ألم أقل لك أنه لن يضيع”، فسمي الجبل الذي وقفت عليه أول مرة الصفا، والجبل الذي وقفت عليه ثاني مرة المروة.
فضل الصفا والمروة
للصفا والمروة فضل عظيم عند الله تعالى، فقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن طاف بهما فلا جناح عليه، ومن تطوع فيهما بخير فهو خير”، وقال عليه الصلاة والسلام: “السعي بين الصفا والمروة يكفر الذنوب، ويحط الخطايا”.
كيفية السعي بين الصفا والمروة
يكون السعي بين الصفا والمروة بالبدء من الصفا والمشي إلى المروة، ثم العودة إلى الصفا، ثم المشي إلى المروة، وهكذا سبع مرات، ويجوز أن يركض أو يمشي.
آداب السعي بين الصفا والمروة
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند السعي بين الصفا والمروة، منها:
أن يكون السعي في طهارة كاملة.
أن يبدأ السعي من الصفا.
أن يمشي أو يركض بين الصفا والمروة سبع مرات.
أن يدعو الله تعالى بما شاء من الدعاء.
أن يكثر من التلبية والتكبير.
السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة
يعد السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج والعمرة، فيجب على الحاج والمعتمر أن يسعى بينهما سبع مرات، وذلك بعد طواف الإفاضة أو طواف العمرة.
خاتمة
الصفا والمروة من شعائر الله تعالى، وقد أمر الله تعالى بالسعي بينهما في الحج والعمرة، وقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن السعي بينهما يكفر الذنوب ويحط الخطايا. ويستحب للمسلم أن يكثر من السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة، وأن يدعو الله تعالى بما شاء من الدعاء.