المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}[الحج:38]. وهذه الآية الكريمة تدل على عناية الله تعالى بالمؤمنين ودفاعه عنهم ونصره لهم، كما تدل على كراهيته للخائنين والكافرين. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن معنى هذه الآية الكريمة وعن فضل الإيمان وعن صفات المؤمنين وعن عاقبة الخيانة والكفر.
أولاً: معنى الآية الكريمة:
إن الله يدافع عن الذين آمنوا: أي ينصرهم ويعزهم وينجيهم من أعدائهم ويحفظهم من كل مكروه.
إن الله لا يحب كل خوان كفور: أي لا يحب من خان عهده وغدر به وكفر بنعمته.
ثانيًا: فضل الإيمان:
الإيمان هو أساس الدين وهو أولى خطوات العبودية لله تعالى وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة.
والمؤمن هو الذي آمن بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
وقد فضل الله تعالى المؤمنين على الكافرين في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
– أن الإيمان سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.
– أن الإيمان سبب لزيادة الرزق وتيسير الأمور.
– أن الإيمان سبب لحفظ الله تعالى للمؤمنين من كل مكروه.
ثالثًا: صفات المؤمنين:
ومن صفات المؤمنين:
– أنهم يخشون الله تعالى ويتقون سخطه.
– أنهم يحبون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
– أنهم يتبعون أوامر الله تعالى وينتهون عن نواهيه.
– أنهم صادقون في قولهم وفعلهم.
– أنهم أوفياء بعهودهم ومواثيقهم.
– أنهم يحسنون إلى الناس ويرحمون الضعفاء والمساكين.
رابعًا: عاقبة الخيانة والكفر:
أما الخيانة فهي من أعظم الذنوب وأشدها قبحًا، وقد توعد الله تعالى الخائنين بعذاب شديد في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
– أن الخيانة سبب لخسران الدنيا والآخرة.
– أن الخيانة سبب لسخط الله تعالى وغضبه.
– أن الخيانة سبب لدخول النار والخلود فيها.
خامسًا: قصص عن الذين آمنوا:
ومن القصص التي تدل على فضل الإيمان ونصر الله تعالى للمؤمنين قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد ألقي في النار فجعلها الله تعالى عليه بردًا وسلامًا. وقصة سيدنا موسى عليه السلام، فقد أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه فآمن به طائفة من بني إسرائيل، ونصرهم الله تعالى على فرعون وقومه وأنجاهم من ظلمهم. وقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد هاجر من مكة إلى المدينة المنورة وآمن به طائفة من الصحابة الكرام، ونصرهم الله تعالى على المشركين وأعزهم وأعلى كلمتهم.
سادسًا: قصص عن الخائنين والكافرين:
ومن القصص التي تدل على عاقبة الخيانة والكفر قصة سيدنا إبليس عليه لعنة الله، فقد خان عهد الله تعالى وغدر به وكفر بنعمته، فأخرجه الله تعالى من الجنة وألعنه إلى يوم القيامة. وقصة فرعون وقومه، فقد كذّبوا سيدنا موسى عليه السلام واستكبروا عن الإيمان به، فأغرقهم الله تعالى في البحر وأهلكهم عن بكرة أبيهم. وقصة المنافقين، فقد خانوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقتالهم والتخلص منهم.
الخاتمة:
أخيرًا، إن الإيمان هو أساس الدين وهو أولى خطوات العبودية لله تعالى وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة. وقد فضل الله تعالى المؤمنين على الكافرين في الدنيا والآخرة، وأن الخيانة والكفر من أعظم الذنوب وأشدها قبحًا وقد توعد الله تعالى الخائنين والكافرين بعذاب شديد في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان إلى يوم القيامة.