ان المتقين في جنات النعيم

**مقدمة**

المتقون هم الذين يتقون الله حق تقاته، ويخافونه ويخشونه، ويطيعونه فيما أمر به، وينتهون عما نهاه عنه، ويستقيمون على طريقه، ويصبرون على بلائه، ويرضون بقضائه، ويتوكلون عليه في كل أمورهم، ويتيقنون أن الله معهم وأنهم تحت رعايته وعنايته، وأنهم لن يضيعوا أبدًا.

**النعيم الذي ينعم به المتقون في الجنة**

* **نعيم الجنة:**

الجنة هي المكان الذي أعده الله للمتقين الذين آمنوا به وعملوا الصالحات، وهي دار الخلد والسعادة الأبدية، ومقر النعيم المقيم الذي لا ينقطع ولا يفنى، وهي أعظم ما يمكن أن يطمح إليه الإنسان ويحلم به، وهي موطن الأنس والسرور والفرح والبهجة واللذة والراحة والسكينة والأمن والطمأنينة والسلام.

* **نعيم الروح:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم الروح، وذلك برؤية وجه الله الكريم، وبمشاهدة جماله وجلاله وعظمته، وبالتقرب إليه والتواصل معه، وبمناجاته والتحدث إليه، وبالتلذذ بذكره وعبادته، وبالتنعم بمحبته ومعرفته.

* **نعيم الجسد:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم الجسد، وذلك بالأكل والشرب والنكاح واللباس والمسكن، وبكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات والملابس والمساكن، وبكل ما يسعد الجسد ويريحه ويمتعه، وبكل ما يشتهيه ويحبه.

* **نعيم الأعضاء:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم الأعضاء، وذلك بنعيم العينين بالنظر إلى ما فيها من جمال وحسن وبهاء، وبنعيم الأذنين بالاستماع إلى ما فيها من موسيقى وألحان وأصوات عذبة، وبنعيم الأنف بالاستنشاق والتنفس فيها من روائح طيبة وعبير زكي، وبنعيم اللسان بتذوق ما فيها من مأكولات ومشروبات لذيذة، وبنعيم الجسد كله بالتنعم بما فيها من راحة وسعادة وطمأنينة.

* **نعيم العقل:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم العقل، وذلك بالعلم والمعرفة والحكمة والبصيرة والفهم والإدراك، وبالتفكير والتأمل والتدبر، وبالتعلم والتعليم، وبالتواصل مع أهل الجنة من الملائكة والأنبياء والصالحين، وبالتلذذ بما فيها من علوم ومعارف وحكم.

* **نعيم القلب:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم القلب، وذلك بالمحبة والأنس والسرور والفرح والبهجة واللذة والراحة والسكينة والأمن والطمأنينة والسلام، وبالتخلص من كل ما يعكر صفو القلب ويحزنه ويؤلمه.

* **نعيم الروح والجسد والعقل والقلب معًا:**

ينعم المتقون في الجنة بنعيم الروح والجسد والعقل والقلب معًا، وذلك بالتكامل والانسجام والوحدة بين هذه الجوانب الأربعة، وبالتمتع بها جميعًا في آن واحد، وبالسعادة الكاملة الشاملة في كل مناحي الحياة.

**الخاتمة**

إن المتقين هم الذين ينعمون في الجنة بنعيم المقيم الذي لا ينقطع ولا يفنى، وذلك لأنهم عملوا الصالحات في الدنيا واتقوا الله حق تقاته، وخافوه وخشوه، وأطاعوه فيما أمر به، وانتهوا عما نهاه عنه، واستقاموا على طريقه، وصبروا على بلائه، ورضوا بقضائه، وتوكلوا عليه في كل أمورهم، وتيقنوا أن الله معهم وأنهم تحت رعايته وعنايته، وأنهم لن يضيعوا أبدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *