اول من انشأ السيرك من الشعوب

**مقدمة:**

السيرك هو عرض ترفيهي حيوي يجمع بين العروض البهلوانية والحركات البهلوانية والسحر والكوميديا والموسيقى والرقص. يعود تاريخ السيرك إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت شعوب مختلفة في جميع أنحاء العالم تقدم عروضًا ومهرجانات احتفالية. إلا أن أول من أنشأ السيرك بالشكل الذي نعرفه اليوم هم الشعوب التركية في العصور الوسطى.

**أولاً: أصول السيرك:**

1. نشأة السيرك في آسيا الوسطى:

– يعود أصل السيرك إلى آسيا الوسطى، حيث كانت شعوب السهوب التركية مثل القبائل المغولية والتركية والهونية تقدم عروضًا احتفالية تتضمن العابثون والبهلوانات والموسيقيين.

– ارتبطت هذه العروض بالمهرجانات الموسمية والمناسبات الدينية وطقوس الحرب، وكانت وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال بالنصر أو للتخويف والترويع في سياق الحروب.

– كان التركيز في هذه العروض على المهارات البهلوانية والعروض البهلوانية، مثل ركوب الخيل والحركات البهلوانية والقوس والسهم والسيوف.

2. انتقال السيرك إلى أوروبا:

– مع توسع الإمبراطورية المغولية في القرن الثالث عشر، انتقلت عروض السيرك إلى أوروبا الشرقية، حيث تأثر بها البيزنطيون والسلاف والهنغاريون.

– في أواخر العصور الوسطى، ظهرت عروض السيرك في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا، حيث تطورت وأصبحت أكثر تنوعًا وتنظيمًا.

– أصبحت عروض السيرك جزءًا من الاحتفالات الملكية وحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة، وكان يُنظر إليها على أنها شكل من أشكال الترفيه الراقي.

**ثانيًا: السيرك في العصر الحديث:**

1. قيام السيرك الحديث:

– في القرن التاسع عشر، شهد السيرك ولادة جديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث ظهر عدد من رواد السيرك الذين طوروا مفاهيم جديدة وأدخلوا عناصر جديدة.

– من أشهر رواد السيرك في هذه الفترة كان فيليب آستلي، الذي أسس أول سيرك دائري في لندن عام 1768.

– كان آستلي فارسًا سابقًا في الجيش البريطاني، ووضع قواعد السيرك الحديث، مثل الحلبة الدائرية والمدرجات المرتفعة والموسيقى الحية.

2. انتشار السيرك حول العالم:

– سرعان ما انتشر السيرك إلى بقية أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، وكذلك إلى أجزاء أخرى من العالم مثل أمريكا اللاتينية وأستراليا وآسيا.

– أصبح السيرك شكلاً من أشكال الترفيه الجماهيري، وكان يجذب جمهوراً واسعًا من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية.

– كان السيرك متنقلًا في الغالب، وكان ينتقل من مدينة إلى أخرى على متن عربات يجرها الخيول أو القطارات.

3. ظهور السيرك الثابت:

– في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأت تظهر السيرك الثابتة في المدن الكبرى، مثل السيرك الكبير في نيويورك وسيرك إدغار وولف في شيكاغو.

– كانت هذه السيرك أكبر حجمًا وأكثر ثباتًا من السيرك المتنقلة، وكان يمكنها استيعاب عدد أكبر من الجمهور وتقديم عروض أكثر تنوعًا.

– كان السيرك الثابت هو الشكل السائد من السيرك حتى منتصف القرن العشرين، عندما بدأت السيرك المتنقلة تستعيد شعبيتها.

**ثالثًا: عناصر السيرك:**

1. البهلوانيون والبهلوانات:

– البهلوانيون والبهلوانات هم من أهم عناصر السيرك، وهم الذين يقدمون العروض البهلوانية المثيرة.

– تشمل العروض البهلوانية القفز والحركات البهلوانية والأراجيح والمشي على الحبال والهوائيات وغيرها من المهارات البدنية المذهلة.

– يتطلب أداء العروض البهلوانية الكثير من التدريب والمهارة واللياقة البدنية.

2. الحيوانات المدربة:

– الحيوانات المدربة هي عنصر آخر مهم في السيرك، وقد كانت تستخدم منذ العصور القديمة في عروض السيرك.

– تشمل الحيوانات المدربة الأسود والنمور والفيلة والخيول والأسود والكلاب وغيرها من الحيوانات.

– يتم تدريب الحيوانات المدربة على أداء حركات محددة والاستجابة للأوامر من المدربين.

3. المهرجون:

– المهرجون هم عنصر أساسي في السيرك، وهم الذين يضفون على العروض لمسة من الكوميديا والمرح.

– يستخدم المهرجون المكياج الملون والأزياء الغريبة والحركات الكوميدية لإضحاك الجمهور.

– يعتبر المهرجون من الشخصيات المحبوبة في السيرك، وغالباً ما يكونون أشهر من غيرهم من فناني السيرك.

**رابعًا: أشهر فناني السيرك:**

1. فيليب آستلي:

– فيليب آستلي (1742-1814) هو مؤسس السيرك الحديث، وقد وضع قواعد السيرك وأدخل عناصر جديدة مثل الحلبة الدائرية والمدرجات المرتفعة والموسيقى الحية.

– أسس آستلي أول سيرك دائري في لندن عام 1768، وكان هذا السيرك نموذجًا لجميع السيرك اللاحقة.

– كان آستلي أيضًا فارسًا سابقًا في الجيش البريطاني، وقد أدخل عروض الفروسية إلى السيرك.

2. جان جاستون رينو:

– جان جاستون رينو (1866-1954) هو مؤسس سيرك رينو الشهير، وكان أحد أشهر فناني السيرك في أوائل القرن العشرين.

– كان رينو مهرجًا موهوبًا، وكان مشهورًا بأسلوبه الكوميدي المميز.

– قدم رينو عروضه في جميع أنحاء العالم، وكان له الفضل في نشر شعبية السيرك إلى أجزاء جديدة من العالم.

3. بوفو الأبيض:

– بوفو الأبيض (1892-1971) هو أشهر مهرج في تاريخ السيرك، وكان يعتبر رمزًا للسيرك الكلاسيكي.

– كان بوفو الأبيض مشهورًا بماكياجه الأبيض وزيّه المميز وقبعته الكبيرة، وكان يقدم عروضًا كوميدية لا تُنسى.

– ترك بوفو الأبيض بصمة لا تُمحى في تاريخ السيرك، ولا يزال يعتبر حتى اليوم أحد أشهر فناني السيرك على الإطلاق.

**خامسًا: تأثير السيرك على الثقافة:**

1. السيرك والفنون الأخرى:

– كان السيرك مصدر إلهام للعديد من الفنانين والكتاب والملحنين.

– على سبيل المثال، استوحى الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو روايته “البؤساء” من تجربته في زيارة السيرك.

– كما استوحى الموسيقار الروسي سيرجي بروكوفييف موسيقاه التصويرية لفيلم “بيتر والذئب” من عروض السيرك.

2. السيرك في الأدب والسينما:

– ظهر السيرك في العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية، وغالبًا ما كان يُستخدم كرمز لعالم الخيال والإثارة.

– على سبيل المثال، ظهر السيرك في روايات مثل “سيد الخواتم” لجون رونالد تولكين و”عالم غريب” لإريك سيغال.

– كما ظهر السيرك في أفلام مثل “السيرك الأعظم على وجه الأرض” و”سيرك دو سوليه” و”السيرك” و”السيرك العظيم”.

3. السيرك في التعليم:

– يمكن استخدام السيرك كأداة تعليمية لتعليم الأطفال عن الثقافات المختلفة والعلوم والتاريخ.

– على سبيل المثال، يمكن استخدام عروض السيرك لتعليم الأطفال عن الحياة البرية وعالم الحيوان.

– كما يمكن استخدام عروض السيرك لتعليم الأطفال عن تاريخ السيرك وتطوره عبر العصور.

**سادسًا: تأثير السيرك على المجتمع:**

1. السيرك والتغيير الاجتماعي:

– لعب السيرك دورًا مهمًا في تغيير المجتمع على مر العصور.

– على سبيل المثال، كان السيرك أحد أولى الأماكن التي سُمح فيها للنساء بالمشاركة في العروض الترفيهية.

– كما كان الس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *