مقدمة
التسامح هو أحد أهم القيم الإنسانية التي حث عليها القرآن الكريم، فهو سمة من سمات المؤمنين الصالحين الذين يتحلون بالرحمة والعفو عن المسيئين إليهم. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على التسامح وتبين فضله وأجره وثمراته في الدنيا والآخرة.
القرآن الكريم والتسامح
1. التسامح مع المخالفين في العقيدة:
– يدعو القرآن الكريم إلى التسامح مع المخالفين في العقيدة، وعدم إكراههم على الإسلام، فقد قال الله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} (البقرة: 256).
– كما أمر الله المسلمين بأن يعاملوا أهل الكتاب بالمعروف والعدل، وأن يتجنبوا التعصب والعدوان عليهم، فقد قال تعالى: {وقولوا للذين أوتوا الكتاب من قبلكم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} (آل عمران: 64).
2. التسامح مع المسيئين:
– يحث القرآن الكريم المسلمين على التسامح مع المسيئين إليهم، وعدم الرد على الإساءة بالإساءة، فقد قال الله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} (الفرقان: 63).
– كما أمر الله المسلمين بأن يعفوا عن المسيئين إليهم ويتجاوزوا عن أخطائهم، فقد قال تعالى: {خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف: 199).
3. التسامح في المعاملات:
– يدعو القرآن الكريم إلى التسامح في المعاملات التجارية والمالية، وعدم التشدد في المطالبة بالحقوق، فقد قال الله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} (البقرة: 280).
– كما أمر الله المسلمين بأن يعاملوا الناس بالصدق والعدل، وأن يتجنبوا الغش والخداع، فقد قال تعالى: {أوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين} (الأعراف: 85).
4. التسامح في الأسرة والمجتمع:
– يحث القرآن الكريم على التسامح بين أفراد الأسرة والمجتمع، وأن ينبذوا الخلافات والنزاعات التي تؤدي إلى الشر والفرقة، فقد قال الله تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا إن الله واسع عليم} (النور: 54).
– كما أمر الله المسلمين بأن يتراحموا فيما بينهم، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتجنبوا الحسد والغل والبغضاء، فقد قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (المائدة: 2).
5. فضل التسامح وأجره:
– بين القرآن الكريم فضل التسامح وأجره وثمراته في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} (البقرة: 30).
– كما قال تعالى: {وأن تعفوا وتصفحوا فإن الله غفور رحيم} (التغابن: 14).
6. ثمار التسامح في الدنيا:
– يؤدي التسامح إلى نشر المحبة والسلام والوئام بين الناس، وينشر الخير في الأرض ويجعلها مكانًا أفضل للعيش.
– كما أنه يقوي الروابط الاجتماعية ويدعم التعاون والتعاون بين الناس، ويجعل المجتمع متماسكًا وقويًا.
7. ثمار التسامح في الآخرة:
– ينال المتسامحون أجرًا عظيمًا عند الله تعالى ومغفرة لذنوبهم، ويُعدون من أهل الجنة، فقد قال الله تعالى: {والذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (آل عمران: 134).
– كما قال تعالى: {وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها وما ربك بظلام للعباد} (فاطر: 18).
الخاتمة
التسامح قيمة إنسانية عظيمة حث عليها القرآن الكريم، وهو من السمات التي يتصف بها المؤمنون الصالحون. وقد بين القرآن الكريم فضل التسامح وأجره وثمراته في الدنيا والآخرة، ودعا المسلمين إلى التسامح مع المخالفين في العقيدة والمسيئين إليهم، وفي المعاملات التجارية والمالية، وفي الأسرة والمجتمع.