مقدمة
لطالما كانت الطبيعة مصدر إلهام ورهبة للإنسان، وقد تجلى ذلك في الفن والأدب والشعر على مر العصور. وفي القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تتحدث عن الطبيعة، وتصف جمالها وعظمتها، وتحث الإنسان على التأمل فيها. وفي هذا المقال، سنتناول بعضًا من هذه الآيات، ونستكشف ما تحمله من دروس وعبر.
1. خلق السماوات والأرض:
يخبرنا القرآن الكريم في العديد من الآيات عن خلق السماوات والأرض، وكيف أن الله سبحانه وتعالى خلقهما بدقة وإتقان. ومن هذه الآيات:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59]
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]
2. ظواهر الطبيعة:
يتحدث القرآن الكريم أيضًا عن ظواهر الطبيعة المختلفة، مثل الرياح والأمطار والغيوم والبرق والرعد. ومن هذه الآيات:
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22]
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} [الفرقان: 48]
3. النبات والحيوان:
يتحدث القرآن الكريم أيضًا عن النبات والحيوان، ويصف تنوعهما وجمالهما. ومن هذه الآيات:
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5]
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]
4. العلاقة بين الإنسان والطبيعة:
يتحدث القرآن الكريم أيضًا عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ويحث الإنسان على الحفاظ عليها. ومن هذه الآيات:
{ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن: 10]
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]
5. التأمل في الطبيعة:
يتحدث القرآن الكريم أيضًا عن أهمية التأمل في الطبيعة، ودعوة الإنسان إلى التفكر فيها. ومن هذه الآيات:
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} [فاطر: 28]
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20]
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]
6. الطبيعة في الشعر العربي:
لطالما كانت الطبيعة مصدر إلهام للشعراء العرب، وقد تغنى بها الشعراء في مختلف العصور. ومن أشهر القصائد التي تتحدث عن الطبيعة:
قصيدة “البردة” للبوصيري.
قصيدة “لامية العرب” للشنفرى.
قصيدة “الجارية” للنابغة الذبياني.
7. الطبيعة في الفن الإسلامي:
وقد تجلت الطبيعة أيضًا في الفن الإسلامي، حيث ظهرت في الزخارف والنقوش التي تزين المساجد والمدارس والمباني الأخرى. ومن أشهر الأمثلة على ذلك:
الزخارف النباتية في مسجد قرطبة الكبير.
الزخارف الحيوانية في قصر الحمراء في غرناطة.
الزخارف الهندسية في مسجد آيا صوفيا في إسطنبول.
خاتمة
في نهاية هذا المقال، نأمل أن نكون قد قدمنا لمحة عن جمال الطبيعة وعظمتها، كما تجلى ذلك في القرآن الكريم وفي الشعر العربي والفن الإسلامي. وإننا ندعو القارئ الكريم إلى التأمل في الطبيعة والاستمتاع بجمالها، وأن يحافظ عليها من أجل الأجيال القادمة.