ايات عن جبر الخواطر

المُقدمة

إنّ جبر الخواطر من أهمّ الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو إصلاح ما فسد من نفس المُسلم، وإدخال السرور على قلبه، وإزالة همه وحزنه، وإبداله بالفرح والسرور، وقد حثّ الإسلام على جبر الخواطر وجعله من أعظم الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، كما بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عظيم قدر جبر الخواطر وأنّه أفضل من كثيرٍ من العبادات، فقال: “كفى بالمرء إثمًا أن يُضيّع من يعول”.

جبر الخواطر في القرآن الكريم

1. وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا

حثّ الله تعالى عباده على جبر خاطر بعضهم البعض، وحثّهم على أن يقولوا الكلام الطيب الذي يسرّ القلب، وينشر المحبة والألفة، ويُزيل الحزن والهمّ، فقال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، فقول الكلام الطيب من أفضل طرق جبر الخواطر، لأنّ الكلام الطيب يفتح القلوب ويقرّب النفوس ويُزيل الحواجز بين الناس.

2. وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَرُدُّوهَا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا

أمر الله تعالى المسلمين بأن يردّوا التحية بأحسن منها، أو يردّوها على الأقل، فقال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَرُدُّوهَا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾، وردّ التحية من جبر الخواطر؛ لأنّه يُشعر من سلم عليك بأنّك تحترمه وتقدّره، وتُحبّه في الله تعالى.

3. فَقُلْ لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا

أمر الله تعالى نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لأصحابه الذين طعنوا في إيمانه، وتشكّكوا في صدقه، أن يقول لهم قولاً لّيّناً، فقال تعالى: ﴿فَقُلْ لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾، فالقول اللين من أفضل طرق جبر الخواطر؛ لأنّه يفتح القلوب ويقرّب النفوس ويُزيل الحواجز بين الناس.

4. وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

حثّ الله تعالى عباده على العفو والتسامح، وبيّن لهم أنّ العفو أقرب للتقوى، فقال تعالى: ﴿وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، فالعفو والتسامح من أفضل طرق جبر الخواطر؛ لأنّه يُزيل الحزن والهمّ من قلب المظلوم، ويُدخِل عليه السرور والفرح.

5. وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

بيّن الله تعالى أنّ الحسنة لا تُقابل بالسيئة، بل تُقابل بالحسنة، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، فدفع السيئة بالحسنة من أفضل طرق جبر الخواطر؛ لأنّه يُزيل العداوة والبغضاء من القلب ويُدخل عليه المحبة والألفة.

6. وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا

نهى الله تعالى عباده عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وبيّن لهم أنّ الإفساد يُفسد قلوب الناس ويُدخِل عليهم الحزن والهمّ، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾، فالإصلاح في الأرض من أفضل طرق جبر الخواطر لأنّه يُدخِل السرور والفرح على قلوب الناس.

7. وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

أمر الله تعالى عباده بالتسامح والعفو عن بعضهم البعض، وبيّن لهم أنّ العفو أقرب للتقوى، فقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، والتسامح والعفو من أفضل طرق جبر الخواطر؛ لأنّه يُزيل الحزن والهمّ من قلب المظلوم، ويُدخِل عليه السرور والفرح.

الخلاصة

جبر الخواطر من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من علامات الإيمان، وهو من الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام، فالواجب على كلّ مسلم أن يجبر خاطر أخيه المسلم، وأن يُدخِل عليه السرور والفرح، وأن يُبعد عنه الحزن والهمّ، وأن يجعله في راحةٍ وطمأنينةٍ وسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *