المقدمة
العنف هو استخدام القوة أو التهديد بها لإلحاق الأذى بشخص أو حيوان أو ممتلكات. يمكن أن يكون العنف جسديًا أو عقليًا أو عاطفيًا. ويمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الغضب واليأس والإحباط.
وقد تناول القرآن الكريم قضية العنف من عدة زوايا، حيث حث على نبذ العنف والابتعاد عنه، كما حدد أسباب العنف وطرق علاجه، وقد جاءت آيات قرآنية كثيرة تحرم العنف وتدعو إلى السلام والتسامح والرحمة.
أسباب العنف
حدد القرآن الكريم العديد من أسباب العنف، منها:
الجهل: الجهل وعدم المعرفة بالدين الصحيح قد يؤدي إلى العنف، فمن يجهل بأن العنف حرام شرعًا قد يلجأ إليه دون وعي منه بحرمته.
الظلم: الظلم والقهر الذي يتعرض له الإنسان قد يدفعه إلى العنف، فقد جاء في القرآن الكريم: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا” (الإسراء: 16).
الفقر: الفقر والحاجة قد يدفعان الإنسان إلى العنف، فقد قال الله تعالى: “وَأَنْ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” (الإسراء: 31).
الكبر: الكبر والغرور قد يؤديان إلى العنف، فقد قال الله تعالى: “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ” (المائدة: 20).
الحسد: الحسد والحقد قد يؤديان إلى العنف، فقد قال الله تعالى: “وَتِلْكَ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّكَ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” (التكاثر: 8-10).
طرق علاج العنف
حدد القرآن الكريم العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج العنف، منها:
التعليم: التعليم هو أحد أهم الوسائل للقضاء على العنف، فالتعليم يفتح العقول ويوسع المدارك ويساعد على فهم الآخرين وتقبل اختلافاتهم.
العدالة: تحقيق العدالة والمساواة بين الناس من أهم عوامل القضاء على العنف، فجميع الناس سواسية أمام القانون، ولا يحق لأحد أن يظلم أحدًا أو يتعدى عليه.
الرفق: الرفق والرحمة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فمن يرحم الآخرين لن يؤذيهم أبدًا.
التسامح: التسامح والعفو عن المسيء من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فالتسامح يطفئ نار العنف ويمنعها من الانتشار.
الدعوة إلى الله: الدعوة إلى الله وبيان فضل الإيمان به من أهم الوسائل للقضاء على العنف، فالإيمان بالله يمنع الإنسان من إيذاء الآخرين.
موقف الإسلام من العنف
موقف الإسلام من العنف واضح وصريح، فالإسلام يحرم العنف بكل صوره وأشكاله، ويعتبره من أكبر الكبائر، فقد قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا” (الفرقان: 68-69).
آيات قرآنية عن العنف
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحرم العنف وتدعو إلى السلام والتسامح والرحمة، منها:
“وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” (الإسراء: 53).
“وَأَنْ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” (الإسراء: 31).
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” (الإسراء: 33).
العنف ضد المرأة
يعتبر العنف ضد المرأة من أبشع أنواع العنف، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية بشيء من التفصيل، فقد قال الله تعالى: “فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” (النساء: 34).
العنف ضد الأطفال
يعتبر العنف ضد الأطفال من أبشع أنواع العنف أيضًا، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية بشيء من التفصيل، فقد قال الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا” (الإسراء: 31).
العنف في الإسلام
يعتبر العنف في الإسلام من الأمور المحرمة، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية بشيء من التفصيل، فقد قال الله تعالى: “وَلَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ وَإِنْ دُعِيَتْ لِحَمْلٍ لَا تُحْمَلْ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ” (فاطر: 18).
الخاتمة
العنف ظاهرة خطيرة تهدد المجتمعات البشرية، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية بشيء من التفصيل، فقد حدد أسباب العنف وطرق علاجه، كما حرم العنف بكل صوره وأشكاله. وقد دعا القرآن الكريم إلى السلام والتسامح والرحمة، واعتبر هذه الصفات من أهم صفات المؤمنين.