العنوان: آية عن العين والحسد
مقدمة:
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، سبحانه وتعالى عما يشركون، والصلاة والسلام على نبينا محمد، سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
العين والحسد من الأمور التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي من الأمور المؤثرة على حياة الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى من العين والحسد، وبيّن لنا الطرق الوقائية منهما.
العين:
العين هي نظرة الإنسان إلى شيء أو شخص بإعجاب أو حسد أو شهوة، وقد تسبب هذه النظرة في إلحاق الضرر بالشيء أو الشخص الذي تم النظر إليه، وقد تكون العين خفيفة أو شديدة، وقد تؤثر على الإنسان في بدنه أو ماله أو أهله.
الحسد:
الحسد هو تمني زوال نعمة من شخص آخر، وقد يكون الحسد بسبب الغبطة والغيرة، وقد يكون بسبب الحقد والكراهية، وقد يؤدي الحسد إلى الإصابة بالعين، وقد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بأمراض نفسية وجسدية.
سبعة آيات عن العين والحسد:
1. الآية الأولى:
قال تعالى: “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (سورة الأنعام، الآية 17).
دلالة الآية:
أن الله تعالى هو وحده الذي يقدر على رفع الضر عن الإنسان، وهو وحده الذي يقدر على إنزال الخير به، وأن الإنسان يجب أن يتوكل على الله تعالى في كل أحواله، وأن يلجأ إليه وحده عند الشدة والرخاء.
2. الآية الثانية:
قال تعالى: “وَإِنَّهُ لَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (سورة التوبة، الآية 128).
دلالة الآية:
أن الله تعالى يحب المحسنين، وأن من الإحسان أن يدعو الإنسان لأخيه المسلم بالخير، وأن يتمنى له الزيادة في النعم، وأن يحسده على ما أنعم الله عليه به.
3. الآية الثالثة:
قال تعالى: “وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ” (سورة إبراهيم، الآية 42).
دلالة الآية:
أن الله تعالى لا يغفل عن ظلم الظالمين، وأنما يؤخرهم ليوم القيامة، يوم تشخص فيه الأبصار، وأن الحاسد سيكون من الظالمين الذين سيحاسبهم الله تعالى على حسدهم.
4. الآية الرابعة:
قال تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَتْلِ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (سورة آل عمران، الآية 21).
دلالة الآية:
أن الحاسد من الكافرين بآيات الله تعالى، وأن جزاؤه سيكون عذابًا أليمًا.
5. الآية الخامسة:
قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (سورة التوبة، الآية 34).
دلالة الآية:
أن الحاسد من الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله تعالى، وأن جزاؤه سيكون عذابًا أليمًا.
6. الآية السادسة:
قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَطْعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا” (سورة الأحزاب، الآية 57).
دلالة الآية:
أن الحاسد من الذين يطعنون في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن جزاؤه سيكون اللعنة في الدنيا والآخرة، وأن الله تعالى قد أعد له عذابًا مهينًا.
7. الآية السابعة:
قال تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا” (سورة الفرقان، الآية 72).
دلالة الآية:
أن من علامات الإيمان بالله تعالى أن لا يشهد الإنسان الزور، وأن لا يمر باللغو إلا مرور الكرام، وأن الحاسد يكون من الذين يشهدون الزور، ومن الذين يمرون باللغو غير كرام.
خاتمة:
العين والحسد من الأمور المؤثرة على حياة الإنسان، وقد حذرنا الله تعالى من العين والحسد، وبيّن لنا الطرق الوقائية منهما، فمن ذلك:
الإيمان بالله تعالى، والتوكل عليه في كل الأحوال.
الدعاء بالخير للآخرين، وتمني الزيادة لهم في النعم.
التحصن بالأذكار والأدعية، وقراءة القرآن الكريم.
عدم التفاخر بالنعم أمام الآخرين، وعدم الغبطة والغيرة.
عدم النظر إلى الغير بشره أو شهوة أو حسد.