اية عن انتقام الله من الظالمين

المقدمة:

الانتقام من الظالمين من الأمور التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا شك أن الظلم من أبغض الأمور عند الله تعالى، وقد أوعد الله الظالمين بعذاب شديد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}(إبراهيم: 42).

أولاً: أنواع الظلم:

1. الظلم في العبادات: مثل الشرك بالله تعالى، والبدع في الدين، والترك الواجب، وفعل المحرم.

2. الظلم في المعاملات: مثل الغش في البيع والشراء، والسرقة، والرشوة، والربا، والظلم في القضاء.

3. الظلم في الأحكام: مثل الظلم على المظلومين، وتبرئة الظالمين، والحكم بغير الحق.

ثانياً: عذاب الظالمين في الدنيا:

1. الابتلاء بالمصائب والشدائد: قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} (الإسراء: 16).

2. إهانة الظالمين وفضحهم: قال تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (القلم: 16).

3. استخلاف المظلومين على الظالمين: قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} (الأعراف: 10-11).

ثالثاً: عذاب الظالمين في الآخرة:

1. دخول النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} (الزمر: 24).

2. الخلود في النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَن يُغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} (النساء: 168-169).

3. العذاب الأليم: قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جُزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (يونس: 27).

رابعاً: قصص عن انتقام الله من الظالمين:

1. قصة فرعون: الذي ظلم بني إسرائيل وقتل أبناءهم الذكور، فأرسل الله عليه وعلى قومه الطوفان والجراد والضفادع والدم، ثم أغرقهم في البحر.

2. قصة قارون: الذي ظلم قومه وتكبر عليهم، فأرسل الله عليه الأرض فابتلعته.

3. قصة أصحاب الفيل: الذين أرادوا هدم الكعبة المشرفة، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.

خامساً: حث القرآن الكريم على الانتقام من الظالمين:

1. قال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ} (النحل: 126).

2. قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} (هود: 113).

3. قال تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (البقرة: 191).

سادساً: دعاء المظلومين على الظالمين:

1. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} (الشورى: 39).

2. قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (إبراهيم: 42).

3. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} (النساء: 10).

سابعاً: الخاتمة:

الانتقام من الظالمين من الأمور التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا شك أن الظلم من أبغض الأمور عند الله تعالى، وقد أوعد الله الظالمين بعذاب شديد في الدنيا والآخرة، فينبغي للمسلم أن يتجنب الظلم بجميع أنواعه وأن يسعى إلى العدل والإنصاف، وأن يدعو الله تعالى أن ينتقم من الظالمين وأن يرد مظالم المظلومين إليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *