الزواج المنقطع بين الشرعية والتحريم
المقدمة:
الزواج المنقطع هو عقد زواج مؤقت، يتم فيه تحديد مدة العلاقة الزوجية، وقد كان منتشراً في الجاهلية، وأقره الإسلام في بداية الأمر، ثم حرمه في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ولا يزال موضوع الزواج المنقطع مثيراً للجدل والخلاف بين الفقهاء المسلمين، فبينما يرى البعض أنه حلال ومشروع، يرى البعض الآخر أنه محرم ومخالف للشريعة الإسلامية.
الزواج المنقطع في الجاهلية:
كان الزواج المنقطع شائعاً في الجاهلية، وكان يُسمى “الاستبضاع”، وكانت المرأة التي تُعقد عليها هذه الزيجة تُسمى “المستبضع”، وكان هذا النوع من الزواج لا يتطلب شهوداً ولا مهرًا، وكان يُمكن للرجل أن ينهي العلاقة الزوجية في أي وقت يشاء.
الزواج المنقطع في الإسلام:
أقر الإسلام الزواج المنقطع في بداية الأمر، وسمح به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى “نكاح المتعة”، وكان يُعقد على مدة محددة، ويُشترط فيه وجود شهود ومهر، وكان يُلزم الرجل بالنفقة على المرأة طوال مدة العقد، وبعد انتهاء المدة يُمكن للرجل أن يُجدد العقد أو ينهيه.
تحريم الزواج المنقطع:
في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، تم تحريم الزواج المنقطع، وذلك بعد أن رأى أن هذا النوع من الزواج يؤدي إلى انتشار الفاحشة والزنا، وقال عمر في ذلك: “إني أحرم متعة النساء إلى يوم القيامة”، وقد وافقه على ذلك الصحابة الكرام، ومنذ ذلك الحين يُعتبر الزواج المنقطع محرماً في الإسلام.
حجج مؤيدي الزواج المنقطع:
يرى مؤيدو الزواج المنقطع أنه حلال ومشروع، ويستدلون على ذلك بما يلي:
– أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أقر الزواج المنقطع في بداية الأمر، ولم يُحرّمه إلا بعد أن رأى أن هذا النوع من الزواج يؤدي إلى انتشار الفاحشة والزنا.
– أن الزواج المنقطع يُمكن أن يكون حلاً للعديد من المشاكل الاجتماعية، مثل العنوسة والدعارة، ويُمكن أن يُساعد على توفير الرعاية الاجتماعية للنساء.
– أن الزواج المنقطع يُمكن أن يكون وسيلةً للحصول على الأطفال، وخاصةً بالنسبة للأزواج الذين لا يُمكنهم الإنجاب بشكل طبيعي.
حجج معارضي الزواج المنقطع:
يرى معارضو الزواج المنقطع أنه محرم ومخالف للشريعة الإسلامية، ويستدلون على ذلك بما يلي:
– أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حرّم الزواج المنقطع، وقد وافقه على ذلك الصحابة الكرام، ومنذ ذلك الحين يُعتبر الزواج المنقطع محرماً في الإسلام.
– أن الزواج المنقطع يُشبه الزنا، لأنه لا يُلزم الرجل بالنفقة على المرأة إلا طوال مدة العقد، وبعد انتهاء المدة يُمكن للرجل أن يترك المرأة بدون نفقة.
– أن الزواج المنقطع يُؤدي إلى انتشار الفاحشة والزنا، لأنه يُمكن للرجل أن يُنكر نسب الأطفال الذين يُولدون من هذه العلاقة.
الآثار الاجتماعية للزواج المنقطع:
يُمكن للزواج المنقطع أن يكون له العديد من الآثار الاجتماعية السلبية، ومنها:
– انتشار الفاحشة والزنا.
– تزايد عدد الأطفال غير الشرعيين.
– انهيار الأسرة والمجتمع.
– تزايد معدلات الطلاق.
– إلحاق الضرر بالمرأة والأطفال.
الخلاصة:
الزواج المنقطع هو موضوع مثير للجدل والخلاف بين الفقهاء المسلمين، فبينما يرى البعض أنه حلال ومشروع، يرى البعض الآخر أنه محرم ومخالف للشريعة الإسلامية، وقد تم تحريم هذا النوع من الزواج في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ومنذ ذلك الحين يُعتبر الزواج المنقطع محرماً في الإسلام.