ايه قرانيه عن التسامح

المقدمة:

التسامح هو فضيلة أخلاقية تعني القدرة على مسامحة الآخرين على أخطائهم وإساءاتهم. إنه تنازل عن حق الانتقام أو الثأر، وهو عمل من أعمال الرحمة واللطف. التسامح لا يعني نسيان الخطأ أو تبريره، ولكنه يعني التخلي عن الرغبة في معاقبة الشخص الذي أخطأ. وهو إحدى أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو يساعد على بناء علاقات إيجابية وتقوية الروابط الاجتماعية. وقد حثنا الإسلام على التسامح في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

1. التسامح في القرآن الكريم:

وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على التسامح، ومنها:

قال تعالى في سورة البقرة: “وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ” (البقرة: 194).

وقال تعالى في سورة آل عمران: “وَإِذَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ” (آل عمران: 134).

وقال تعالى في سورة الشورى: “وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” (الشورى: 23).

2. أنواع التسامح:

هناك نوعان رئيسيان من التسامح:

التسامح الداخلي: وهو التسامح مع الذات على أخطائها ونواقصها.

التسامح الخارجي: وهو التسامح مع الآخرين على أخطائهم وإساءاتهم.

3. فوائد التسامح:

للتسامح فوائد عديدة، منها:

تحسين الصحة العقلية: يساعد التسامح على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب.

تحسين العلاقات الاجتماعية: يساعد التسامح على بناء علاقات إيجابية وتقوية الروابط الاجتماعية.

تعزيز الصحة الجسدية: يساعد التسامح على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسرطان.

4. كيف تتسامح مع الآخرين:

إذا كنت ترغب في التسامح مع الآخرين، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

اقر بالأذى الذي لحق بك: الخطوة الأولى للتسامح هي الاعتراف بالأذى الذي لحق بك.

سامح نفسك: الخطوة الثانية للتسامح هي مسامحة نفسك على أي دور لعبته في الموقف.

اتخذ قرارًا بالتسامح: الخطوة الثالثة للتسامح هي اتخاذ قرار بالتسامح مع الشخص الذي أخطأ.

5. كيف تُسامح نفسك:

إذا كنت ترغب في مسامحة نفسك، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

اعترف بأخطائك: الخطوة الأولى لمسامحة نفسك هي الاعتراف بأخطائك.

سامح نفسك: الخطوة الثانية لمسامحة نفسك هي مسامحة نفسك على أخطائك.

تعلم من أخطائك: الخطوة الثالثة لمسامحة نفسك هي تعلم من أخطائك.

6. التسامح في الإسلام:

حث الإسلام على التسامح في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم في هذا الصدد:

قال تعالى في سورة المائدة: “وَإِنْ عَفَوْتُمْ وَصَفَحْتُمْ وَغَفَرْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (المائدة: 13).

وقال تعالى في سورة النور: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (النور: 22).

7. التسامح في الأديان الأخرى:

التسامح من القيم السامية التي تدعو إليها جميع الأديان السماوية، ومن ذلك:

في المسيحية: حث المسيح أتباعه على التسامح مع الآخرين، قائلاً: “أحبوا أعداءكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطاردونكم” (متى 5: 44).

في اليهودية: حثت التوراة اليهود على التسامح مع الآخرين، قائلة: “لا تحقد على أخيك في قلبك، ولا تحمل عليه ضغينة” (لاويين 19: 18).

الخاتمة:

التسامح فضيلة أخلاقية عظيمة حث عليها الإسلام والعديد من الأديان الأخرى. وله فوائد عديدة على الصحة العقلية والجسدية والعلاقات الاجتماعية. إذا كنت ترغب في التسامح مع الآخرين أو مسامحة نفسك، يمكنك اتباع الخطوات المذكورة في هذا المقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *