بسم الله الرحمن الرحيم
بارك اللهم لهما وبارك عليهما
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من أجمل الأدعية التي يُحب المسلم أن يدعو بها لأخيه المسلم أو أخته المسلمة هو أن يقول: “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”. وهذا الدعاء فيه من الخير والبركة ما لا يُحصى، فالله تعالى هو المُبارك وهو الذي يُبارك في خلقه، فإذا دعا المسلم لأخيه بالبركة، فهو يدعو له بأن يُنعم الله عليه بالخير والرزق الوفير والذرية الصالحة والعمر المديد والصحة والعافية، وأن يُبارك الله له في أهله وماله وولده، وأن يُبعد عنه كل شر ومكروه.
فضائل الدعاء بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”:
1- الدعاء بالبركة دعاء جامع لكل خير:
– فإن البركة هي الخير الكثير الذي يُنمي المال ويُعظِّم النسل ويُطيل العمر ويُقوي الصحة ويُسعد الحياة.
– والبركة هي النماء والزيادة والخير الكثير الذي يدوم ويستمر.
– ومن دعا لأخيه المسلم بالبركة، فهو يدعو له بأن يُنعم الله عليه بكل هذه الخيرات.
2 – الدعاء بالبركة دعاء مستجاب:
– قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال ملك: ولك بمثل”.
– وهذا يدل على أن الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب دعاء مستجاب، وأن الله تعالى يُجيب دعاءك ويُنعم على أخيك بالخير والبركة.
– فإذا رأيت أخاك المسلم يُنعم الله عليه بالخير والبركة، فاعلم أن الله تعالى قد استجاب دعاءك له.
3 – الدعاء بالبركة سبب لجلب الرزق:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي، اللهم بارك لي في سمعي وبصري وقلبي ولساني، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، اللهم بارك لي في أهلي ومالي وولدي، اللهم ارزقني رزقًا طيبًا”، ثلاث مرات، كُفي شر ذلك اليوم”.
– وهذا الحديث يدل على أن الدعاء بالبركة سبب لجلب الرزق، وأن من دعا الله تعالى بالبركة، بارك الله له في رزقه.
– فإذا كنت تريد أن يُبارك الله لك في رزقك، فادع الله تعالى بالبركة في كل وقت وحين.
أسباب نزول البركة:
1- طاعة الله ورسوله:
– قال الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
– وهذا يدل على أن طاعة الله ورسوله سبب لنزول البركة، وأن من أطاع الله ورسوله، بارك الله له في عمره وماله وولده.
– فإذا كنت تريد أن تُبارك الله لك في عمرك ومالك وولده، فاتق الله وأطع أوامره واجتنب نواهيه.
2- صلة الرحم:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”.
– وهذا يدل على أن صلة الرحم سبب لنزول البركة، وأن من صل رحمه، بارك الله له في رزقه وعمره.
– فإذا كنت تريد أن تُبارك الله لك في رزقك وعمرك، فصِل رحمك واحسن إليهم.
3- الصدقة:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار”.
– وهذا يدل على أن الصدقة سبب لنزول البركة، وأن من تصدق، بارك الله له في ماله وولده.
– فإذا كنت تريد أن تُبارك الله لك في مالك وولده، فتصدق بمالك واعمل الخير.
كيفية الدعاء بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”:
1- أن يكون الدعاء صادقًا من القلب:
– فإن الله تعالى لا يستجيب الدعاء إلا إذا كان صادقًا وصادرًا من القلب.
– فإذا دعوت لأخيك المسلم بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”، فادعُ الله تعالى من قلبك وبصدق.
2- أن يكون الدعاء سريًا:
– فإن الدعاء السري أقرب للإجابة من الدعاء الجهري.
– فإذا دعوت لأخيك المسلم بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”، فادعُ الله تعالى سرًا وبصوت خافت.
3- أن يكون الدعاء في وقت الإجابة:
– وهناك أوقات يكون فيها الدعاء أكثر إجابة من غيرها، مثل الثلث الأخير من الليل، وعقب الصلوات المفروضة، وفي يوم عرفة، وفي ليلة القدر.
– فإذا دعوت لأخيك المسلم بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما”، فادعُ الله تعالى في هذه الأوقات المباركة.
الخاتمة:
فالدعاء لأخيك المسلم بـ “بارك اللهم لهما وبارك عليهما” من أفضل الأدعية التي يُحب المسلم أن يدعو بها لأخيه المسلم أو أخته المسلمة، ففيه من الخير والبركة ما لا يُحصى، فالله تعالى هو المُبارك وهو الذي يُبارك في خلقه، فإذا دعا المسلم لأخيه بالبركة، فهو يدعو له بأن يُنعم الله عليه بالخير والرزق الوفير والذرية الصالحة والعمر المديد والصحة والعافية، وأن يُبارك الله له في أهله وماله وولده، وأن يُبعد عنه كل شر ومكروه.