المقدمة:
التطور الفكري الإداري المعاصر هو دراسة تطور الأفكار والنظريات الإدارية على مر الزمن، ويعتبر المجال الذي يدرس كيف تطورت الأفكار والمفاهيم الإدارية بمرور الوقت. ويهدف هذا المجال إلى فهم التطور الفكري للإدارة، وكيف تطورت الأفكار والمفاهيم الإدارية من منظور تاريخي وفلسفي.
الحركة الإدارية العلمية:
بدايات الإدارة العلمية: ظهر تيلور، الذي يُعتبر من رواد الإدارة العلمية، وطور مفهوم “الإدارة العلمية”، والذي يركز على زيادة الكفاءة الإنتاجية من خلال تحليل وتبسيط المهام وتحسين أداء العمال.
تطور الإدارة العلمية: استمر تطور الإدارة العلمية بعد تيلور، وتوسع نطاقها لتشمل مجالات أخرى مثل الهندسة الصناعية، وتم تطوير أدوات وتحليل جديدة لتحسين الإنتاجية والإدارة.
إسهامات الإدارة العلمية: ساهمت الإدارة العلمية في تحسين الكفاءة الإنتاجية وتقليل التكاليف، كما أدت إلى تطوير مجالات مثل دراسة الوقت والحركة والمحاسبة التكاليف.
الحركة الإدارية الكلاسيكية:
نشأة الحركة الكلاسيكية: ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وعرف مؤيدوها باسم “الكلاسيكيين”، الذين أكدوا على أهمية الوحدة القيادية والتقسيم الواضح للعمل، كما ركزوا على تحديد المبادئ والمعايير الإدارية العامة.
تطور الحركة الكلاسيكية: تطور الفكر الكلاسيكي بمرور الوقت، مع ظهور نظريات جديدة مثل نظرية هنري فايول، الذي حدد 14 مبدأ إداري، ونظرية ماكس ويبر، الذي أكد على أهمية البيروقراطية في الإدارة.
إسهامات الحركة الكلاسيكية: ساهمت الحركة الكلاسيكية في وضع أسس الإدارة الحديثة، كما ساعدت في تطوير مبادئ إدارية عامة يمكن تطبيقها في مختلف المنظمات.
الحركة الإدارية الإنسانية:
ظهور الحركة الإنسانية: ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين، كرد فعل على التركيز المفرط على الكفاءة الإنتاجية والإهمال النسبي للعامل الإنساني في الحركتين السابقتين.
تطور الحركة الإنسانية: تطور الفكر الإنساني بتأثير علماء النفس والإنسانيين، وركز على أهمية تحفيز العمال وإشراكهم والتواصل معهم، كما أكد على أهمية مراعاة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للعمال.
إسهامات الحركة الإنسانية: ساهمت الحركة الإنسانية في تحسين بيئة العمل والإنتاجية من خلال التركيز على العامل الإنساني، كما ساعدت في تطوير نظريات جديدة للتحفيز والإدارة التشاركية.
الحركة الإدارية السلوكية:
نشأة الحركة السلوكية: ظهرت في أوائل القرن العشرين، وتأثرت بعلم النفس السلوكي، وركزت على دراسة سلوك العمال في المنظمات وفهم دوافعهم واتجاهاتهم.
تطور الحركة السلوكية: تطور الفكر السلوكي بتأثير علماء النفس والسلوكيين، وركز على استخدام أساليب علمية لدراسة سلوك العمال، كما أكد على أهمية استخدام التعزيز الإيجابي والعقاب السلبي في تغيير السلوك.
إسهامات الحركة السلوكية: ساهمت الحركة السلوكية في فهم سلوك العمال في المنظمات، كما ساعدت في تطوير نظريات جديدة للقيادة والتحفيز، كما طورت أساليب جديدة لدراسة سلوك العمال.
الحركة الإدارية الحديثة:
بدايات الحركة الحديثة: ظهرت في منتصف القرن العشرين، وتأثرت بتطورات التكنولوجيا والاقتصاد والمجتمع، وركزت على دراسة التنظيمات المعقدة والديناميكية والمتغيرة باستمرار.
تطور الحركة الحديثة: تطور الفكر الإداري الحديث بتأثير التطورات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية، وركز على دراسة الإدارة الاستراتيجية وإدارة الجودة الشاملة والمسؤولية الاجتماعية للشركات.
إسهامات الحركة الحديثة: ساهمت الحركة الحديثة في تطوير نظريات جديدة للإدارة الاستراتيجية وإدارة الجودة الشاملة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، كما ساعدت في تطوير أدوات وتحليل جديدة لدراسة المنظمات المعقدة والمتغيرة.
الحركة الإدارية ما بعد الحديثة:
ظهور الحركة ما بعد الحديثة: ظهرت في أواخر القرن العشرين، وتأثرت بنظريات ما بعد الحداثة في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، وركزت على نقد النظريات الإدارية التقليدية وتقديم رؤى بديلة للإدارة.
تطور الحركة ما بعد الحديثة: تطور الفكر الإداري ما بعد الحديث بتأثير الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وركز على دراسة التنظيمات الثقافية والسياسية والاجتماعية، ونقد النظرة التقليدية للإدارة باعتبارها علمًا موضوعيًا.
إسهامات الحركة ما بعد الحديثة: ساهمت الحركة ما بعد الحديثة في توسيع نطاق دراسة الإدارة لتشمل جوانب ثقافية وسياسية واجتماعية، وتقديم رؤى جديدة للإدارة تتجاوز النظرة التقليدية للإدارة باعتبارها علمًا موضوعيًا.
الخاتمة:
شهدت الإدارة تطورات فكرية كبيرة ومستمرة على مر الزمن، وقد أدت هذه التطورات إلى ظهور نظريات ومفاهيم إدارية جديدة، ساهمت في تحسين أداء المنظمات وزيادة كفاءتها وفعاليتها. ومن المتوقع أن تستمر هذه التطورات في المستقبل، وأن تظهر نظريات ومفاهيم إدارية جديدة تستجيب للتغيرات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.