بحث عن الرخصة والعزيمة doc

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،،

فإن الرخص والعزائم من الموضوعات المهمة في الفقه الإسلامي، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم التيسير والتخفيف الذي جاء به الإسلام في كثير من الأحكام الشرعية.

ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، فقد كان محل بحث ودراسة من قبل العلماء والفقهاء على مدار تاريخ التشريع الإسلامي، وذلك بهدف بيان الأحكام الشرعية التي تكون فيها الرخصة جائزة أو واجبة، والأحكام التي تكون فيها العزيمة هي الواجب أو الجائز.

وفي هذا المقال، سوف نتناول موضوع الرخص والعزائم بشيء من التفصيل، وذلك من خلال التعرف على مفهوم كل منهما، وأسباب مشروعيتها، وكذلك أقسامها وضوابطها، وسنختم المقال بخاتمة نلخص فيها أهم ما جاء فيه.

مفهوم الرخصة:

الرخصة في اللغة تعني التخفيف والتسهيل، أما في الاصطلاح الفقهي، فإن الرخصة هي الحكم الشرعي الذي يبيح للمكلف فعلاً أو ترك فعل معين، والذي يكون فعله أو تركه جائزًا في الأصل.

وبعبارة أخرى، فإن الرخصة هي جواز فعل شيء أو تركه، على خلاف الأصل، من أجل تحقيق مصلحة أو درء مفسدة.

أسباب مشروعية الرخصة:

شرع الله سبحانه وتعالى الرخص في الشريعة الإسلامية لعدد من الأسباب، منها:

1. التيسير على المكلفين: فقد جاء الإسلام دينًا يسرًا، لا عسر فيه، ولذلك شرع الله الرخص للتخفيف عن المكلفين وتيسير أداء العبادات عليهم، كما قال تعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” (البقرة: 185).

2. حفظ المصالح ودرء المفاسد: شرع الله الرخص أيضًا للمحافظة على المصالح ودرء المفاسد، فإذا تعارضت مصلحتان أو مفسدتان، فإن الرخصة تكون في اختيار أيسرهما أو أهونهما.

3. مراعاة الظروف والأحوال المختلفة: شرع الله سبحانه وتعالى الرخص أيضًا مراعاة للظروف والأحوال المختلفة التي قد يواجهها المكلف، فقد تكون الرخصة واجبة في حالة الضرورة، أو جائزة في حالة الحاجة أو المشقة.

أقسام الرخصة:

تنقسم الرخصة إلى قسمين رئيسيين، هما:

1. الرخص العبادية: وهي الرخص التي تتعلق بالعبادات، مثل الرخصة في قصر الصلاة الرباعية في السفر، أو الرخصة في الفطر في رمضان للمريض أو المسافر.

2. الرخص المعاملية: وهي الرخص التي تتعلق بالمعاملات المالية والاجتماعية، مثل الرخصة في بيع وشراء ما لا يتم تسليمه فورًا، أو الرخصة في دفع الربا في حالة الضرورة.

ضوابط الرخصة:

هناك عدد من الضوابط التي يجب مراعاتها في تطبيق الرخص، وهي:

1. أن تكون الرخصة منصوصة عليها في الشرع: فلا يجوز للمكلف أن يأخذ برخصة إلا إذا كانت منصوصة عليها في الشرع، سواء في القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس.

2. أن تكون الرخصة مؤقتة: لا يجوز للمكلف أن يأخذ برخصة إلا في الحالة التي شرعت من أجلها، وإذا زالت هذه الحالة، وجب عليه العودة إلى العزيمة.

3. ألا تكون الرخصة ذريعة إلى ارتكاب المحرمات: لا يجوز للمكلف أن يأخذ برخصة إذا كان ذلك سيؤدي إلى ارتكاب محرمات أو تضييع واجبات.

مفهوم العزيمة:

العزيمة في اللغة تعني الأمر والتصميم، أما في الاصطلاح الفقهي، فإن العزيمة هي الحكم الشرعي الذي يوجب على المكلف فعلاً أو ترك فعل معين، والذي يكون فعله أو تركه واجبًا في الأصل.

وبعبارة أخرى، فإن العزيمة هي وجوب فعل شيء أو تركه، على وفق الأصل، من أجل تحقيق مصلحة أو درء مفسدة.

أسباب مشروعية العزيمة:

شرع الله سبحانه وتعالى العزائم في الشريعة الإسلامية لعدد من الأسباب، منها:

1. حفظ الدين وحماية المجتمع: شرع الله العزائم لحفظ الدين وحماية المجتمع، فإذا ترك الناس العزائم وأخذوا بالرخص، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف الدين وفساد المجتمع.

2. تحقيق المصالح العليا: شرع الله العزائم أيضًا لتحقيق المصالح العليا، فإذا ترك الناس العزائم وأخذوا بالرخص، فإن ذلك سيؤدي إلى ضياع المصالح العليا للمجتمع.

3. إظهار قوة الإيمان والتقوى: شرع الله العزائم أيضًا لإظهار قوة الإيمان والتقوى، فإذا التزم الناس بالعزائم، فإن ذلك يدل على قوة إيمانهم وتقواهم.

أقسام العزيمة:

تنقسم العزيمة إلى قسمين رئيسيين، هما:

1. العزائم العبادية: وهي العزائم التي تتعلق بالعبادات، مثل وجوب أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج.

2. العزائم المعاملية: وهي العزائم التي تتعلق بالمعاملات المالية والاجتماعية، مثل وجوب الوفاء بالعقود والعهود، ووجوب دفع الديات والقصاص.

ضوابط العزيمة:

هناك عدد من الضوابط التي يجب مراعاتها في تطبيق العزائم، وهي:

1. أن تكون العزيمة منصوصة عليها في الشرع: فلا يجوز للمكلف أن يأخذ بعزيمة إلا إذا كانت منصوصة عليها في الشرع، سواء في القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس.

2. أن تكون العزيمة مستمرة: يجب على المكلف أن يلتزم بالعزائم بشكل مستمر، ولا يجوز له تركها إلا في حالة الضرورة أو الحاجة.

3. ألا تكون العزيمة شاقة أو مضرة: لا يجوز للمكلف أن يلتزم بعزيمة إذا كانت شاقة أو مضرة به، وفي هذه الحالة، يجوز له أن يأخذ برخصة.

الخاتمة:

وفي الختام، نلخص أهم ما جاء في هذا المقال على النحو التالي:

1. الرخص والعزائم من الموضوعات المهمة في الفقه الإسلامي، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم التيسير والتخفيف الذي جاء به الإسلام في كثير من الأحكام الشرعية.

2. الرخص والعزائم تنقسم إلى قسمين رئيسيين، هما: الرخص العبادية والرخص المعاملية، والعزائم العبادية والعزائم المعاملية.

3. لكل من الرخص والعزائم ضوابط يجب مراعاتها في تطبيقها، وهذه الضوابط منصوص عليها في الشرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *