بحث عن العدوان الثلاثي على مصر

المقدمة

العدوان الثلاثي على مصر هو عملية عسكرية مشتركة بين كل من المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل ضد مصر في عام 1956. وكان الهدف المعلن للعملية هو استعادة السيطرة على قناة السويس، التي كانت مصر قد أممتها في عام 1956. ومع ذلك، كانت هناك دوافع أخرى وراء العدوان، بما في ذلك الرغبة في إطاحة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي كان يُنظر إليه على أنه تهديد لاستقرار المنطقة.

أسباب العدوان

كان هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى العدوان الثلاثي على مصر، من بينها:

تأميم قناة السويس: كان قرار مصر بتأميم قناة السويس في عام 1956 بمثابة الشرارة التي أشعلت العدوان الثلاثي. وقد كانت قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، ذات أهمية استراتيجية كبيرة للدول الغربية، التي كانت تعتمد عليها في نقل النفط من الخليج العربي إلى أوروبا.

صعود جمال عبد الناصر: كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر شخصية كاريزمية ومؤثرة في المنطقة. وقد كان من أشد المدافعين عن القومية العربية، ودعم حركات التحرير في جميع أنحاء العالم العربي. وكان يُنظر إليه على أنه تهديد لاستقرار المنطقة من قبل الدول الغربية، التي كانت تخشى من أن يزعزع مصالحها في المنطقة.

الحرب الباردة: كانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أوجها في عام 1956. وقد كانت مصر أحد ساحات الصراع بين القوتين العظميين. وكانت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، في حين كان الاتحاد السوفيتي يدعم مصر.

الأحداث التي سبقت العدوان

وقعت عدد من الأحداث التي سبقت العدوان الثلاثي على مصر، من بينها:

انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس: في عام 1954، انسحبت القوات البريطانية من قناة السويس، بعد أن كانت قد احتلتها منذ عام 1882. وقد كان هذا الانسحاب بمثابة علامة على ضعف الإمبراطورية البريطانية، وأعطى دفعة معنوية لجمال عبد الناصر.

صفقة الأسلحة التشيكية: في عام 1955، وقعت مصر صفقة أسلحة مع تشيكوسلوفاكيا، وهي دولة من دول الكتلة الشرقية. وقد شملت الصفقة أسلحة ثقيلة، مثل الدبابات والطائرات. وقد أثار هذا الأمر قلق الدول الغربية، التي كانت تخشى من أن تستخدم مصر هذه الأسلحة ضد إسرائيل.

إغلاق مضيق تيران: في عام 1956، أغلق جمال عبد الناصر مضيق تيران، الذي يقع بين شبه جزيرة سيناء والسعودية. وكان هذا الإغلاق بمثابة تحدٍ لإسرائيل، التي تعتمد على مضيق تيران للوصول إلى البحر الأحمر.

بدء العدوان

بدأ العدوان الثلاثي على مصر في يوم 29 أكتوبر 1956. وفي ذلك اليوم، قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية أهدافًا عسكرية في جميع أنحاء مصر. وفي اليوم التالي، بدأت القوات الإسرائيلية في التوغل في سيناء.

رد فعل مصر

ردت مصر على العدوان الثلاثي بمقاومة شرسة. وقد تمكن الجيش المصري من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية، وصد توغلها في سيناء. كما تمكنت مصر من إغراق المدمرة البريطانية “إس إم إس كليف” والفرقاطة الفرنسية “جان بارت”.

تدخل الأمم المتحدة

في يوم 2 نوفمبر 1956، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار وإنسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المصرية. وفي اليوم التالي، وافقت مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار.

انسحاب القوات المعتدية

انسحبت القوات الإسرائيلية من سيناء في أوائل عام 1957. كما انسحبت القوات البريطانية والفرنسية من مصر في نفس العام.

عواقب العدوان

كان للعدوان الثلاثي على مصر عدد من العواقب، من بينها:

إضعاف الإمبراطورية البريطانية: أظهر العدوان الثلاثي على مصر ضعف الإمبراطورية البريطانية، التي كانت في أواخر أيامها. وقد أدى ذلك إلى تراجع النفوذ البريطاني في المنطقة.

صعود القومية العربية: أدى العدوان الثلاثي على مصر إلى تعزيز القومية العربية، وزيادة شعبية جمال عبد الناصر. وقد أصبح عبد الناصر رمزًا للمقاومة العربية ضد الاستعمار الغربي.

زيادة التوتر في المنطقة: أدى العدوان الثلاثي على مصر إلى زيادة التوتر في المنطقة. وقد تسبب العدوان في أزمة بين الدول العربية وإسرائيل، كما أدى إلى تدهور العلاقات بين الدول العربية والدول الغربية.

الخاتمة

كان العدوان الثلاثي على مصر حدثًا محوريًا في تاريخ المنطقة. وقد أدى العدوان إلى إضعاف الإمبراطورية البريطانية، وصعود القومية العربية، وزيادة التوتر في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *