مقدمة
منذ فجر الحضارة الإنسانية، وقبل اختراع الكتابة، والكتب، والمخطوطات، كانت المكتبات موجودة، وكانت بمثابة “أرشيف المعرفة”، حيث يلتقي العلماء والمثقفون والباحثون، لاكتساب العلم والمعرفة. فعلى جدران الكهوف، سجّل الإنسان قصص يومه، ومسار عيشه، ورحلاته، ونقوشه، وكان ذلك أولى المكتبات التي عرفها الإنسان. والمكتبة هي بناء مصمّم لجمع وتنظيم و تخزين المواد المكتوبة، وجعلها متاحة للباحثين والقراء على حد سواء.
أقسام المكتبات
1- المكتبات العامة: وهي المخصصة لخدمة عامة الناس، وتوفر مواد نموذجية متنوعة، ومن جميع المجالات، وتقع عادة في المدن والبلدات والقرى، وتكون مفتوحة للجمهور.
2- المكتبات المدرسية: وهي المخصصة لخدمة الطلاب والمعلمين، وتكون عادة جزءاً من المدرسة، وتوفر المصادر الضرورية للمنهج الدراسي.
3- المكتبات الجامعية والكليات: وهي المخصصة لخدمة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتكون عادة جزءًا من الجامعة أو الكلية، وتوفر المواد اللازمة للبحث والدراسة.
4- المكتبات العامة: هي مكتبات يمولها ويزودها المجتمع، مثل مكتبات المقاطعات والمجتمعات. عادة ما تكون مجانية ومفتوحة للجمهور، وتوفر مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الكتب والمجلات والوسائط السمعية والبصرية.
5- المكتبات الخاصة: وهي المكتبات المخصصة لخدمة فئة معينة من الأفراد، مثل مكتبات المؤسسات والشركات والحكومة.
6- المكتبات الرقمية: وهي المكتبات التي توفر موادها عبر الإنترنت، وتكون عادة متاحة للجمهور من خلال اشتراك أو رسوم عضوية.
7- المكتبات المتنقلة: وهي مكتبات تُقام في مركبات متنقلة، وتستخدم لخدمة المناطق النائية او الامكان التي يصعب الوصول اليها، وتوفر مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الكتب والمجلات والوسائط السمعية والبصرية.
وظائف المكتبات
1- توفير المعلومات: وهي الوظيفة الأساسية للمكتبات، وتتم من خلال توفير الكتب والمراجع والمجلات والصحف والوثائق والأفلام والصور وغيرها من المواد، التي يمكن للباحثين والقراء الإستفادة منها في مجالات المعرفة المختلفة.
2- نشر الثقافة: المكتبات تلعب دورًا مهمًا في نشر الثقافة والمعرفة بين أفراد المجتمع، من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل والمعارض الفنية والثقافية، وإتاحة الفرصة للمؤلفين والكتاب لعرض أعمالهم ومناقشتها مع الجمهور.
3- الحفاظ على التراث: المكتبات تحافظ على التراث الثقافي والأدبي والعلمي للأمم والشعوب، من خلال جمع وحفظ الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة، وإتاحتها للباحثين والدارسين.
4- توفير خدمات مرجعية: حيث تساعد المكتبات الباحثين في الحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها، من خلال توفير خدمات الاستفسارات المرجعية التي تتمثل في الإجابة عن أسئلتهم وتوجيههم إلى مصادر المعلومات التي يحتاجون إليها.
5- توفير خدمات الإنترنت: حيث توفر المكتبات خدمات الإنترنت للباحثين والقراء، مما يتيح لهم الوصول إلى المعلومات والمصادر الإلكترونية المختلفة من خلال أجهزة الحاسوب المتوفرة في المكتبة.
6- توفير خدمات الاستنساخ والطباعة: حيث توفر المكتبات خدمات الاستنساخ والطباعة للباحثين والقراء، مما يتيح لهم الحصول على نسخ من الكتب والمراجع التي يحتاجون إليها.
7- توفير المساحات المناسبة للدراسة والبحث: حيث توفر المكتبات المساحات المناسبة للدراسة والبحث للباحثين والقراء، مما يتيح لهم ممارسة أنشطتهم البحثية والدراسية في بيئة مناسبة.
المكتبات في العالم العربي
تعاني المكتبات في العالم العربي من العديد من التحديات، أهمها نقص الموارد المالية والبشرية، وضعف البنية التحتية للمكتبات، ونقص الكتب والمخطوطات النادرة. ومع ذلك، هناك العديد من المكتبات العربية العريقة التي تحظى بشهرة عالمية، مثل:
1- مكتبة الإسكندرية: وهي من أقدم المكتبات في العالم، وقد تأسست في عهد البطالسة في القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تضم في أوج عظمتها أكثر من نصف مليون مخطوطة.
2- مكتبة الأزهر: وهي أكبر مكتبة إسلامية في العالم، وتأسست في القرن العاشر الميلادي، وتضم أكثر من مليوني كتاب ومخطوطة في مختلف العلوم الإسلامية.
3- مكتبة بيروت الوطنية: وهي المكتبة الوطنية في لبنان، وتأسست في عام 1922، وتضم أكثر من مليون كتاب ومخطوطة في مختلف مجالات المعرفة.
4- مكتبة الأسد الوطنية: وهي المكتبة الوطنية في سوريا، وتأسست في عام 1974، وتضم أكثر من مليون كتاب ومخطوطة في مختلف مجالات المعرفة.
5- مكتبة جامعة القاهرة: وهي أكبر مكتبة جامعية في مصر، وتأسست في عام 1908، وتضم أكثر من مليوني كتاب ومخطوطة في مختلف مجالات المعرفة.
المكتبات الرقمية العربية
تواجه المكتبات الرقمية العربية العديد من التحديات، منها:
1- نقص المواد الرقمية العربية: لا تتوفر حاليًا سوى نسبة صغيرة من الكتب والمخطوطات العربية بتنسيق رقمي، مما يجعل من الصعب على الباحثين والقراء الوصول إليها.
2- ضعف البنية التحتية الرقمية: لا تتوفر في معظم الدول العربية بنية تحتية رقمية قوية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى المكتبات الرقمية واستخدامها.
3- ضعف التعاون بين المكتبات العربية: لا يوجد حاليًا تعاون كافٍ بين المكتبات العربية في مجال الرقمنة، مما يؤدي إلى ضياع الجهود وتكرارها.
الكتب والمكتبات في عصر التكنولوجيا
تواجه المكتبات في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة في عصر التكنولوجيا، حيث أدى ظهور الإنترنت والكتب الإلكترونية إلى تغيير الطريقة التي يبحث فيها الناس عن المعلومات ويعثرون عليها.
وقد أدى هذا إلى انخفاض عدد زوار المكتبات وعدد الكتب المقترضة، مما دفع بعض المكتبات إلى الإغلاق أو تقليص خدماتها.
ومع ذلك، لا تزال المكتبات مهمة للغاية في عصر التكنولوجيا، حيث تقدم مجموعة من الخدمات التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، مثل:
1- توفير مكان مادي للتفاعل الاجتماعي والتعلم: المكتبات هي أماكن يمكن للناس أن يجتمعوا فيها معًا، ويتعلموا، ويتشاركوا الأفكار.
2- توفير الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد: تحتوي المكتبات على مجموعة واسعة من المواد، بما في ذلك الكتب والمجلات والصحف والوسائط السمعية والبصرية، والتي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر.
3- توفير المساعدة في البحث عن المعلومات: يمكن لموظفي المكتبات مساعدة الباحثين في العثور على المعلومات التي يحتاجون إليها، من خلال توفير خدمات الاستفسارات المرجعية.
4- توفير مكان مريح للدراسة: توفر المكتبات أماكن مريحة للدراسة، مجهزة بالكتب والمراجع والحواسيب، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للدراسة والبحث.
المكتبات ودورها في المجتمع
تلعب المكتبات دورًا مهمًا في المجتمع، حيث توفر مجموعة من الخدمات التي تساهم في تنمية المجتمع وتقدمه. ومن أهم أدوار المكتبات في المجتمع ما يلي:
1- نشر العلم والمعرفة: تساعد المكتبات في نشر العلم والمعرفة بين أفراد المجتمع، من خلال توفير مجموعة واسعة من الكتب والمراجع والمجلات والصحف والوسائط السمعية والبصرية، والتي يمكن للباحثين والقراء الاستفادة منها في مجالات المعرفة المختلفة.
2- دعم التعليم والبحث العلمي: توفر المكتبات الدعم للتعليم والبحث العلمي من خلال توفير المصادر والمراجع اللازمة للطلاب والباحثين، مما يساعدهم في إنجاز دراساتهم وأبحاثهم.
3- الحفاظ على التراث الثقافي: تساعد المكتبات في الحفاظ على التراث الثقافي للمجتمع، من خلال جمع وحفظ الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة، وإتاحتها للباحثين والدارسين.
4- توفير مكان للتفاعل الاجتماعي: توفر المكتبات مكانًا للتفاعل الاجتماعي والتعلم، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا معًا، ويتعلموا، ويتشاركوا الأفكار.
5- توفير فرص الترفيه والتسلية: توفر المكتبات فرص الترفيه