مقدمة:
تعد حرب أكتوبر 1973 واحدة من أهم الأحداث في تاريخ مصر والعالم العربي، حيث تمكنت القوات المصرية والسورية من تحقيق نصر كبير على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن استطاعت عبور قناة السويس وخط بارليف، الأمر الذي أدى إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، ودفع إسرائيل إلى القبول بقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338، والتي تنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967.
إعداد وتخطيط حرب أكتوبر 1973:
1. الاستعدادات العسكرية:
– بدأ الجيش المصري في إعادة تسليح وتدريب قواته بعد نكسة عام 1967، حيث حصل على أسلحة متطورة من الاتحاد السوفيتي، وشمل ذلك صواريخ سام 6 المضادة للطائرات، والتي كانت بمثابة عامل حاسم في الحرب.
– تم تدريب القوات المصرية على تكتيكات جديدة، بما في ذلك حرب العصابات وحرب المدن، والتي كانت ضرورية لمواجهة التفوق الإسرائيلي في الجو وفي البحر.
2. الاستعدادات السياسية والدبلوماسية:
– نجحت مصر في الحصول على دعم دولي كبير لقضيتها، بما في ذلك دعم الدول العربية والدول الأفريقية ودول عدم الانحياز.
– عملت مصر على تحسين علاقاتها مع الاتحاد السوفيتي والصين، اللتين زودتا مصر بالأسلحة والذخائر اللازمة للحرب.
الأيام الأولى للحرب:
1. عبور قناة السويس:
– في صباح يوم 6 أكتوبر 1973، شنت القوات المصرية هجوماً مفاجئاً على القوات الإسرائيلية المتمركزة على الضفة الشرقية لقناة السويس.
– استخدمت مصر تكتيكات جديدة، بما في ذلك استخدام القوارب المطاطية لعبور القناة، وإنشاء جسور عائمة لمرور الدبابات والجنود.
– تمكنت القوات المصرية من تحقيق اختراق كبير في خطوط الدفاع الإسرائيلية، وعبور القناة والاستيلاء على العديد من النقاط الاستراتيجية.
2. معارك الدبابات:
– بعد عبور قناة السويس، اندلعت معارك دبابات عنيفة بين القوات المصرية والإسرائيلية في سيناء.
– استخدمت مصر تكتيكات جديدة، بما في ذلك استخدام الكمائن وحرب العصابات، والتي كانت فعالة في إيقاف تقدم القوات الإسرائيلية.
– تمكنت القوات المصرية من تدمير أعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية، وإجبارها على التراجع.
3. معارك الجو والبحر:
– دارت معارك جوية وبحرية عنيفة بين القوات المصرية والإسرائيلية خلال الأيام الأولى للحرب.
– استخدمت مصر تكتيكات جديدة، بما في ذلك استخدام صواريخ أرض-جو، والتي كانت فعالة في إسقاط الطائرات الإسرائيلية.
– تمكنت القوات المصرية من تدمير أعداد كبيرة من السفن الحربية الإسرائيلية، وإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية.
تطورات الحرب:
1. الحرب على الجبهة السورية:
– في نفس يوم عبور قناة السويس، شنت القوات السورية هجوماً على القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
– تمكنت القوات السورية من تحقيق اختراق كبير في خطوط الدفاع الإسرائيلية، والسيطرة على أجزاء كبيرة من مرتفعات الجولان.
– دارت معارك عنيفة بين القوات السورية والإسرائيلية، وتمكنت القوات السورية من الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية المضادة.
2. التدخل الدولي:
– بعد النجاحات المصرية والسورية في الأيام الأولى للحرب، تدخلت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح إسرائيل.
– قامت الولايات المتحدة بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، مما ساعدها على استعادة بعض مواقعها التي فقدتها في بداية الحرب.
– كما قامت الولايات المتحدة بالضغط على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، الأمر الذي قبلته مصر وسوريا.
نهاية الحرب:
1. وقف إطلاق النار:
– في 22 أكتوبر 1973، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل وسوريا.
– وافقت مصر وسوريا على وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل رفضت في البداية، ثم وافقت بعد ضغوط أمريكية.
– بدأ وقف إطلاق النار في الساعة 6:50 صباحًا يوم 24 أكتوبر 1973.
2. مؤتمر جنيف للسلام:
– بعد وقف إطلاق النار، عقد مؤتمر جنيف للسلام في سويسرا في ديسمبر 1973، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع العربي الإسرائيلي.
– شاركت مصر وإسرائيل في مؤتمر جنيف، لكن سوريا رفضت المشاركة بسبب وجود القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
– لم يحقق مؤتمر جنيف أي نتائج ملموسة، لكنه مهد الطريق لإجراء مفاوضات ثنائية بين مصر وإسرائيل.
الخاتمة:
حققت حرب أكتوبر 1973 انتصارًا كبيرًا لمصر وسوريا، حيث تمكنتا من استعادة أجزاء مهمة من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. كما أدت الحرب إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، ودفعت إسرائيل إلى القبول بقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338، والتي تنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967. تعتبر حرب أكتوبر 1973 واحدة من أهم الأحداث في تاريخ مصر والعالم العربي، حيث أنها مثلت نقطة تحول رئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي، وأعطت الأمل للشعوب العربية في تحرير أراضيها المحتلة.