مقدمة
نسق القرابة والزواج هو نظام محدد من العلاقات الاجتماعية والقواعد التي تحكم العلاقات بين الأفراد في المجتمع. إنه جزء أساسي من أي مجتمع، وينظم العلاقات بين الأسر والأفراد، ويحدد الحقوق والواجبات المتبادلة بينهم.
أنواع أنظمة القرابة والزواج
هناك العديد من أنواع أنظمة القرابة والزواج المختلفة في جميع أنحاء العالم. يمكن تصنيف هذه الأنظمة بشكل عام إلى فئتين رئيسيتين:
أنظمة القرابة الباتريلينية: في هذه الأنظمة، يتم تتبع النسب من الأب إلى الأبناء. وهذا يعني أن جميع أفراد الأسرة ينتمون إلى نفس المجموعة القرابية، بغض النظر عن جنسهم.
أنظمة القرابة الماتريلينية: في هذه الأنظمة، يتم تتبع النسب من الأم إلى الأبناء. وهذا يعني أن جميع أفراد الأسرة ينتمون إلى نفس المجموعة القرابية، بغض النظر عن جنسهم.
قواعد الزواج
هناك أيضًا العديد من القواعد المختلفة للزواج في جميع أنحاء العالم. يمكن تصنيف هذه القواعد بشكل عام إلى فئتين رئيسيتين:
قواعد الزواج الداخلي: في هذه الأنظمة، يُسمح للأفراد بالزواج من أفراد آخرين من نفس المجموعة القرابية.
قواعد الزواج الخارجي: في هذه الأنظمة، يُمنع الأفراد من الزواج من أفراد آخرين من نفس المجموعة القرابية.
وظائف نسق القرابة والزواج
يلعب نسق القرابة والزواج العديد من الوظائف المهمة في المجتمع. ومن أهم هذه الوظائف:
تنظيم العلاقات الاجتماعية: ينظم نسق القرابة والزواج العلاقات الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع. ويوضح من هم أقرباء ومن هم غرباء، وما هي الحقوق والواجبات المتبادلة بينهم.
تنظيم الإنجاب: ينظم نسق القرابة والزواج الإنجاب في المجتمع. ويحدد من يمكنه الزواج من من، ومتى يمكن الزواج.
نقل الملكية: ينظم نسق القرابة والزواج نقل الملكية في المجتمع. ويحدد من يرث الممتلكات بعد وفاة الفرد.
العوامل المؤثرة في نسق القرابة والزواج
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في نسق القرابة والزواج في المجتمع. ومن أهم هذه العوامل:
البيئة: يمكن أن تؤثر البيئة التي يعيش فيها المجتمع على نسق القرابة والزواج. فعلى سبيل المثال، المجتمعات التي تعيش في بيئات قاسية أو غير مستقرة قد يكون لديها أنظمة قرابة وزواج مختلفة عن المجتمعات التي تعيش في بيئات أكثر استقرارًا.
الاقتصاد: يمكن أن يؤثر الاقتصاد أيضًا على نسق القرابة والزواج. فعلى سبيل المثال، المجتمعات التي تعتمد على الزراعة قد يكون لديها أنظمة قرابة وزواج مختلفة عن المجتمعات التي تعتمد على الصناعة أو التجارة.
الدين: يمكن أن يؤثر الدين أيضًا على نسق القرابة والزواج. فعلى سبيل المثال، المجتمعات ذات الأديان التي تحظر زواج الأقارب قد يكون لديها أنظمة قرابة وزواج مختلفة عن المجتمعات ذات الأديان التي لا تحظر زواج الأقارب.
التغييرات في نسق القرابة والزواج
يشهد نسق القرابة والزواج العديد من التغييرات في جميع أنحاء العالم. ومن أهم أسباب هذه التغييرات:
العولمة: أدت العولمة إلى زيادة الاتصالات بين المجتمعات المختلفة، مما أدى إلى تبادل الأفكار والقيم بين هذه المجتمعات. وهذا أدى إلى تغييرات في أنظمة القرابة والزواج في العديد من المجتمعات.
التنمية الاقتصادية: أدت التنمية الاقتصادية في العديد من المجتمعات إلى تغييرات في أنظمة القرابة والزواج. فعلى سبيل المثال، تراجعت أهمية الزواج التقليدي وارتفعت أهمية الزواج بالاختيار في العديد من هذه المجتمعات.
التغييرات الديموغرافية: أدت التغييرات الديموغرافية في العديد من المجتمعات، مثل ارتفاع متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدل المواليد، إلى تغييرات في أنظمة القرابة والزواج. فعلى سبيل المثال، زادت أهمية رعاية المسنين وتراجعت أهمية إنجاب الأطفال في العديد من هذه المجتمعات.
الخاتمة
نسق القرابة والزواج هو جزء أساسي من أي مجتمع. إنه ينظم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع، ويحدد الحقوق والواجبات المتبادلة بينهم. وقد شهد نسق القرابة والزواج العديد من التغييرات في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن تستمر هذه التغييرات في المستقبل، حيث يتأثر نسق القرابة والزواج بالعولمة والتنمية الاقتصادية والتغييرات الديموغرافية.