مقدمة:
تعتبر نظرية برونر من النظريات المهمة في مجال علم النفس التربوي، وهي نظرية متعددة التخصصات تجمع بين جوانب معرفية وإدراكية واجتماعية لوصف عملية التعلم. اقترح هذه النظرية عالم النفس الأمريكي جيروم برونر في عام 1960، وقد كان لها تأثير كبير على كيفية فهم خبراء التربية لعملية التعلم وتصميم بيئات التعلم.
1. المراحل الثلاث لعملية التعلم:
حدد برونر ثلاث مراحل لعملية التعلم هي:
– المرحلة التمثيلية: وهي المرحلة التي يكتسب فيها المتعلم المعلومات والمعرفة من خلال الحواس الخمس.
– المرحلة التصويرية: وهي المرحلة التي ينظم فيها المتعلم المعلومات والمعرفة التي اكتسبها في المرحلة التمثيلية، ويربطها بخبراته السابقة.
– المرحلة الرمزية: وهي المرحلة التي يستخدم فيها المتعلم المعلومات والمعرفة التي اكتسبها في المرحلتين السابقتين لحل المشكلات واتخاذ القرارات.
2. دور الخبرات السابقة في التعلم:
أكد برونر على أهمية الخبرات السابقة في عملية التعلم، وقال إن المتعلم يعتمد على خبراته السابقة لتفسير المعلومات والمعرفة الجديدة، وأن هذه الخبرات تؤثر على كيفية تفاعل المتعلم مع البيئة التعليمية، وكيفية استخدامه للمعلومات والمعرفة التي يتلقاها.
3. أهمية السياق الاجتماعي في التعلم:
أكد برونر أيضًا على أهمية السياق الاجتماعي في التعلم، وقال إن المتعلم يتعلم من خلال التفاعل مع الآخرين، وأن السياق الاجتماعي الذي يحدث فيه التعلم يؤثر على كيفية تعلم المتعلم، وأن البيئة التعليمية يجب أن تكون داعمة للتعلم وتوفر للمتعلم الفرصة للتفاعل مع الآخرين.
4. دور المعلم في عملية التعلم:
أكد برونر على دور المعلم المهم في عملية التعلم، وقال إن المعلم يجب أن يكون ميسرًا للتعلم، وأن دوره هو مساعدة المتعلم على اكتساب المعلومات والمعرفة وتنظيمها واستخدامها لحل المشكلات واتخاذ القرارات.
5. أهمية التغذية الراجعة في التعلم:
أكد برونر أيضًا على أهمية التغذية الراجعة في التعلم، وقال إن المتعلم يحتاج إلى تغذية راجعة مستمرة عن أدائه من أجل أن يعرف مدى تقدمه في التعلم، وأن هذه التغذية الراجعة تساعد المتعلم على تعديل سلوكه وطريقة تعلمه.
6. أهمية الدافعية في التعلم:
أكد برونر أيضًا على أهمية الدافعية في التعلم، وقال إن المتعلم يجب أن يكون متحمسًا للتعلم وأن يجد فيه متعة وتحديًا، وأن الدافعية هي المحرك الذي يدفع المتعلم إلى بذل الجهد والمثابرة في التعلم.
7. أهمية التقييم في التعلم:
أكد برونر أيضًا على أهمية التقييم في التعلم، وقال إن التقييم هو عملية مستمرة يجب أن تتم خلال عملية التعلم وبعدها، وأن التقييم يساعد المتعلم على معرفة مدى تقدمه في التعلم، ويساعد المعلم على تعديل طريقته في التدريس.
الخاتمة:
نظرية برونر هي نظرية شاملة ومتكاملة لعملية التعلم، وهي نظرية أثرت بشكل كبير على كيفية فهم خبراء التربية لعملية التعلم وتصميم بيئات التعلم. وقد أكد برونر على أهمية الخبرات السابقة والسياق الاجتماعي والتغذية الراجعة والدافعية والتقييم في التعلم، ودور المعلم المهم في عملية التعلم.