مقدمة
كانت الحضارة البابلية واحدة من أقدم وأكثر الحضارات شهرة في العالم القديم. نشأت في بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث)، وازدهرت من حوالي 1800 قبل الميلاد حتى 539 قبل الميلاد. اشتهر البابليون بمنجزاتهم في مجالات العمارة، والرياضيات، والفلك، والقانون.
العمران
كانت بابل، عاصمة البابليين، واحدة من أكبر وأروع المدن في العالم القديم. كانت محاطة بسور هائل، وكانت تضم العديد من المعابد والقصور والحدائق. كما كانت بابل موطنًا لحدائق بابل المعلقة، وهي واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة.
الرياضيات والفلك
كان البابليون من أوائل الشعوب التي طورت نظامًا رياضيًا متقدمًا. كانوا يستخدمون نظامًا عدديًا قائمًا على الرقم 60، والذي يُعرف باسم النظام الستيني. وكانوا أيضًا أول من اكتشف نظرية فيثاغورس. كما كان البابليون من أوائل المنجمين. وكانوا قادرين على التنبؤ بالكسوفات والخسوفات.
القانون
كان البابليون من أوائل الشعوب التي وضعت قانونًا مكتوبًا. كان قانون حمورابي، الذي سُن حوالي عام 1750 قبل الميلاد، من أشهر القوانين القديمة. ونص قانون حمورابي على عقوبات صارمة للجرائم، مثل القتل والسرقة والاعتداء.
الدين
كان البابليون متعددون الأديان. وكانوا يعبدون العديد من الآلهة، بما في ذلك مردوخ، إله المدينة، وعشتار، إلهة الحب والجمال. وكان البابليون يؤمنون أيضًا بالحياة بعد الموت، وكانوا يبنون مقابر كبيرة ومعقدة لملوكهم وكهنةهم.
اللغة والكتابة
كانت اللغة البابلية لغة سامية. وكانت تُكتب باستخدام نظام الكتابة المسمارية، والذي كان يُكتب على ألواح من الطين. وكان نظام الكتابة المسمارية صعبًا للغاية في التعلم، وكان يستخدم فقط من قبل الكتبة المتخصصين.
التجارة
كان البابليون تجارًا ماهرين. وكانوا يتاجرون مع الشعوب المجاورة، بما في ذلك المصريين والفرس والهنود. وكانوا يصدرون المنتجات الزراعية والصناعية، ويستوردون المواد الخام مثل المعادن والأخشاب.
الزراعة
كانت الزراعة هي أساس اقتصاد بابل. وكان البابليون يزرعون مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك القمح والشعير والتمر. وكانوا يستخدمون نظام الري المتقدم لزيادة إنتاجهم الزراعي.
الخاتمة
كانت الحضارة البابلية واحدة من أعظم الحضارات في العالم القديم. وتركت إرثًا غنيًا من الإنجازات في مجالات العمارة والرياضيات والفلك والقانون والدين واللغة والكتابة والتجارة والزراعة. وقد أثرت الحضارة البابلية على العديد من الحضارات اللاحقة، بما في ذلك الحضارة اليونانية والرومانية والإسلامية.