الحياء فضيلة عظيمة من فضائل الأخلاق، وهو خلقٌ يتصف به الإنسان الكريم، وهو من أبرز سمات المؤمنين الصالحين، وقد حث الإسلام على التحلي به، وجعله من صفات المتقين، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا).
تعريف الحياء
الحياء هو الخجل من الله تعالى، ومراقبته في السر والعلن، وترك ما نهى عنه، وهو أيضًا الخجل من الناس، وعدم إظهار العورات والعيوب أمامهم، والتأدب معهم، واحترام مشاعرهم.
أنواع الحياء
ينقسم الحياء إلى قسمين رئيسيين هما:
1. حياءٌ خلقي: وهو الحياء الذي يولد به الإنسان، ويكون متأصلًا في طبعه.
2. حياءٌ مكتسب: وهو الحياء الذي يتعلمه الإنسان من خلال التربية والتعليم، وتكرار الأفعال التي تدل على الحياء.
فضائل الحياء
للحياء فضائل كثيرة، منها:
1. العفة: وهو حفظ النفس عن الوقوع في المعاصي والذنوب، والبعد عن كل ما يؤدي إلى الفساد.
2. الوقار: وهو الثبات على الحق، وعدم التأثر بالإغراءات والشهوات.
3. الحشمة: وهي ستر العورات والعيوب، وعدم إظهارها أمام الناس.
4. الأدب: وهو احترام الآخرين، والتأدب معهم، وإكرامهم.
5. التواضع: وهو عدم التكبر على الآخرين، وعدم الاستعلاء عليهم.
6. الرحمة: وهي الإشفاق على الآخرين، والتألم لما يصيبهم من مكاره.
7. المحبة: وهي الميل إلى الآخرين، وتمني الخير لهم.
أسباب الحياء
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الحياء، منها:
1. التربية: فالتربية الصحيحة التي تقوم على تعليم الفضائل والأخلاق، وتكرار الأفعال التي تدل على الحياء، لها دور كبير في غرس الحياء في نفس الإنسان.
2. القدوة: فالقدوة الصالحة لها تأثير كبير في غرس الحياء في نفس الإنسان، فالإنسان يتعلم من خلال تقليد من يحبهم ويحترمهم.
3. البيئة: فالبيئة التي يعيش فيها الإنسان لها تأثير كبير في تكوين شخصيته، فإذا كانت البيئة صالحة وتتسم بالحياء، فإن ذلك يساعد على غرس الحياء في نفس الإنسان.
4. الدين: للدين دور كبير في غرس الحياء في نفس الإنسان، فالأديان السماوية جميعها تحث على التحلي بالحياء، وتجعل منه من صفات المتقين.
مظاهر الحياء
يتجلى الحياء في العديد من المواقف والأفعال، منها:
1. غض البصر: وهو عدم النظر إلى العورات والعيوب، وعدم التحديق في وجوه الناس.
2. ستر العورة: وهو تغطية ما يجب تغطيته من الجسم، وعدم إظهار العورات أمام الناس.
3. الأدب في الكلام: وهو عدم التلفظ بالألفاظ النابية أو البذيئة، وعدم التكلم بصوت عالٍ أو بطريقة مزعجة.
4. الأدب في الأفعال: وهو عدم القيام بالأفعال التي تدل على قلة الأدب، مثل التدخين أو الشتم أو البصق.
5. احترام الآخرين: وهو إكرام الآخرين، وتقديرهم، وعدم التقليل من شأنهم.
6. مساعدة الآخرين: وهو تقديم المساعدة للآخرين، وإكرامهم، وإغاثة الملهوفين.
7. التواضع: وهو عدم التكبر على الآخرين، وعدم الاستعلاء عليهم.
أهمية الحياء
للحياء أهمية كبيرة في حياة الإنسان، منها:
1. الحياء يحفظ الإنسان من الوقوع في المعاصي والذنوب.
2. الحياء يجعل الإنسان محترمًا بين الناس.
3. الحياء يجعل الإنسان محبوبًا من الناس.
4. الحياء يجعل الإنسان متواضعًا ولين الجانب.
5. الحياء يجعل الإنسان ذا وقار وجلال.
6. الحياء يجعل الإنسان رحيمًا بالآخرين.
الخاتمة
الحياء فضيلة عظيمة من فضائل الأخلاق، وهو خلقٌ يتصف به الإنسان الكريم، وهو من أبرز سمات المؤمنين الصالحين، وقد حث الإسلام على التحلي به، وجعله من صفات المتقين. للحياء فضائل كثيرة، منها العفة والوقار والحشمة والأدب والتواضع والرحمة والمحبة. للحياء أسباب عديدة، منها التربية والقدوة والبيئة والدين. يتجلى الحياء في العديد من المواقف والأفعال، منها غض البصر وستر العورة والأدب في الكلام والأدب في الأفعال واحترام الآخرين ومساعدة الآخرين والتواضع. للحياء أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو يحفظه من الوقوع في المعاصي والذنوب، ويجعله محترمًا بين الناس، ومحبوبًا من الناس، ومتواضعًا ولين الجانب، وذا وقار وجلال، ورحيمًا بالآخرين.