مقدمة
الشوق هو من أسمى وأرقى المشاعر الإنسانية، وقد تغنى به الشعراء عبر العصور، فالشوق هو الرغبة الملحة في لقاء من نحب واشتياقنا إليهم، وقد يكون الشوق للمكان أو للزمان أو للشخص، والشوق قد يكون مؤلما وقد يكون مفرحا، ولكن في كلتا الحالتين هو من المشاعر التي لا غنى عنها في حياتنا.
1. الشوق والبعد
يكون الشوق أشد ما يكون عندما نكون بعيدين عمن نحب، فالبعد يزيد من لهفة الشوق ويزيد من رغبتنا في اللقاء، وقد تغنى الشعراء بالشوق والبعد، ومن أشهر هذه الأبيات قول المتنبي:
لا تظنن أنني نسيتك يا من
أهواه بل ذكرتك حتى ملني الذكر
فلو أن الشوق يقتل يا حبيبتي
لكنت قتلت في هواك ألف مرة
2. الشوق والحنين
الشوق والحنين وجهان لعملة واحدة، فالشوق هو الرغبة في لقاء من نحب والحنين هو التوق إلى شيء مضى، وقد تغنى الشعراء بالشوق والحنين، ومن أشهر هذه الأبيات قول أبي تمام:
يا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادٍ به هند أم المنزل الخالي
وأين منازلنا بأعلى تهامة
أأين حلولها أم أين أهلها
3. الشوق واللقاء
اللقاء هو أسمى ما يتمناه الشاعر بعد الشوق، فعندما يلتقي بمن يحب يزول عنه كل هم وكل حزن، وقد تغنى الشعراء بالشوق واللقاء، ومن أشهر هذه الأبيات قول ابن زيدون:
ليت الذي بيني وبينك عامر
بين فؤادينا هوىً يتصافى
لو لم تكن بالحجاز بل أنت في قمري
لسرحت نحوك بين ركب الحجيج
4. الشوق والموت
لا يقتصر الشوق على الحياة الدنيا، بل يتعداها إلى ما بعد الموت، فالشاعر يتوق إلى لقاء من يحب في الجنة، وقد تغنى الشعراء بالشوق والموت، ومن أشهر هذه الأبيات قول أبي نواس:
إذا مت فادفني إلى جنب مي
فلست أبالي بعد ذلك أين
5. الشوق والزمن
الشوق لا يقتصر على مكان أو زمان معين، بل قد يكون الشوق إلى زمن مضى، وقد تغنى الشعراء بالشوق والزمن، ومن أشهر هذه الأبيات قول أبي العلاء المعري:
يا لنضارة أيام لا أذكرها
إلا بكيت شوقاً إذ هي ذاهبة
6. الشوق والطبيعة
الشوق لا يقتصر على الأشخاص، بل قد يكون الشوق إلى مكان أو منظر طبيعي، وقد تغنى الشعراء بالشوق والطبيعة، ومن أشهر هذه الأبيات قول البحتري:
يا دار مية باللوى والقاع
أشوق ما بين جبال تهامة
ما حال من أمسى وأنت بعيدة
عن داره في غير دار مية
7. الشوق والحياة
الشوق هو من المشاعر التي لا غنى عنها في حياتنا، فالشوق هو الذي يدفعنا إلى التقدم والرقي، والشوق هو الذي يجعلنا نستمر في العيش، وقد تغنى الشعراء بالشوق والحياة، ومن أشهر هذه الأبيات قول المتنبي:
وإذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كموت الفاتك بين الحشوم
الخاتمة
الشوق هو من أسمى وأرقى المشاعر الإنسانية، وقد تغنى به الشعراء عبر العصور، فالشوق هو الرغبة الملحة في لقاء من نحب واشتياقنا إليهم، وقد يكون الشوق للمكان أو للزمان أو للشخص، والشوق قد يكون مؤلما وقد يكون مفرحا، ولكن في كلتا الحالتين هو من المشاعر التي لا غنى عنها في حياتنا.